نون والقلم

سعة صدر الوطن

من حق الجميع أن يعرفوا الحقيقة، فهذا تاريخ، والتاريخ يوثق في كتاب ومقال ودراسة وقصة ومسلسل وشهادات الذين عايشوه.

أخبار ذات صلة

حكاية الإخوان يجب أن تسرد وتوثق، فالأحداث ما زالت في ذاكرة الذين كانوا وسطها ذات يوم، ولكن الذين جاؤوا بعد ذلك لديهم وجه واحد منظور، الصورة ناقصة أمامهم، فهم إما كانوا كارهين، وإما كانوا محبين، وكل فريق يتأثر بأسلوب وموقف وقرب من يحدثه، ولا يجد رأياً موثقاً بالأحداث والتواريخ والأسماء.

في مسلسل «خيانة وطن»، تظهر بعض الملامح، وأولها وأهمها، موقف الدولة من الإخوان، وقد نجح كاتب الرواية وكاتب العمل الفني، في إيصالها بسلاسة إلى الناس، فالانطباع الأول الذي رسخ في أذهان المتابعين، أن الصدام بين الدولة والمجتمع من جهة، وبين الإخوان المسلمين من جهة أخرى، لم يكن مرتبطاً بفكر اعتقدوا أنه الأصح والأفضل، وبعبارة أدق «القضية ليست صراعاً فكرياً أو عقائدياً»، أما الانطباع الثاني، فكان متعلقاً بسعة صدر الدولة، واستيعابها للجميع دون تمييز أو فرض إرادة، فالإخوان كانوا ضمن المزيج الوطني، جزءاً منه، وكانوا يتولون أعلى المناصب، وعندما أقول أعلاها لا أبالغ، فالأسماء حاضرة، وفتحت لهم أبواب التحصيل العلمي على مصاريعها، ومنحوا فرصاً، هم أساؤوا استخدامها، فهم الذين حصروا البعثات الدراسية والترقيات الوظيفية في أتباعهم، في كل الجهات التي تولوا مسؤوليتها، كانوا عنصريين، يفرقون بين المواطن والمواطن، ويمنعون ما أعطتهم الدولة عن غيرهم، كانوا قساة في تعاملاتهم، ولا يتورعون في القضاء على مستقبل من ليس منهم، ولا أقول من يتصادم معهم، فهم عندما يتمكنون، ينظرون إلى المجتمع بنظرة كارهة، كل المجتمع، ولا يستثنون سوى من اعتقدوا باعتقادهم، ووالوا وبايعوا وتعاهدوا مع وكلاء تنظيمهم.

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى