لا تستغربوا إذا شاهدتم الإخوان يلطمون وجهوهم على شاشات التليفزيون، انتظروا عليهم قليلاً، وستروا منهم العجب، فهذه الحالة التي هم عليها اليوم تنذر بما هو أسوأ، لقد ثارت ثائرتهم، فهاجوا وماجوا، ودخلوا في نوبة هستيرية يصعب تشخيصها.
هم لم يتوقعوا أن يطرح فكرهم ومؤامرات تنظيمهم على الرأي العام، بهذه الجرأة، وهذه الشفافية، ليعودوا من جديد إلى واجهة الخزي والعار، لقد ظنوا أن المواجهة معهم قد انتهت بمحاكمات وعقوبات، فإذا بمسلسل تليفزيوني يخلط أوراقهم من جديد.
لقد استشاطوا غيظاً قبل أن يروا المسلسل، منذ اللقطة الأولى حركوا «أزلامهم» وسخروا مواقعهم، كل الآلة الإعلامية الإخوانية فتحت أبواقها، وزمرت بمزامير الكراهية والحقد، ولم يتركوا إساءة إلا استخدموها، وتصدر المشهد بعض الهاربين منهم، ينتقدون المسلسل من عنوانه، أحدث العنوان صدمة لهم، «خيانة وطن» وصمة في جبينهم، وكم من وصمات العار تلطخ جبينهم، اعتبروها سطراً جديداً في شهادة موتهم، ولهذا نراهم يحاولون تخفيف وقعها بحملة هستيرية، إنها حلاوة الروح !!
لم أنظر إلى المسلسل من الناحية الفنية، ولن أفعل ذلك، لقد نجح المسلسل، فهناك أفعال وأعمال وإنجازات تحقق نجاحاً حتى قبل انطلاقها، يكفينا أن المسلسل يقدم رسالة وطنية، عنوانه يعبر عن موقف، وقرار إنتاجه دليل ثقة، وعرضه في الشهر الفضيل وبين عشرات المسلسلات يؤكد على تمكن الدولة، ويكفينا كم الرسائل التي تناقلتها هواتف أبناء الوطن في الدقائق القليلة التي سبقت عرض الحلقة الأولى، كأنها البشارة تزف في لحظة فرح وتألق وفخر وانتماء وطني، وهي والله كذلك، بعيداً عن كل المؤثرات، هي بشارة لنا جميعاً، وهي لطمة في وجوه أولئك الذين خانوا، فهذه الحقيقة تعرض على الملأ، حقيقة من والوا غير الله، ومن بايعوا غير ولي الأمر، ومن تعاهدوا مع الشيطان !!