كان يفترض أن يكون حديثي اليوم روحانياً، فيه ترحيب بالشهر الفضيل، ودعاء لهذه الأمة بأن يرفع عنها الغمة، وأن تعود السكينة إلى قلوب العراقيين، وتتوحد مقاصدهم من أجل وطن آمن مستقر، وتموت الفتنة مع صناعها ومغذيها، ويسقط حشد سليماني الإجرامي، مع انهيار أحلام البغدادي الدموي، وأن يثوب الحوثيون إلى رشدهم، ويحفظوا ما تبقى لهم بين أبناء جلدتهم، وأن يحمي رب السموات والأرض، السوريين من بطش المتكالبين عليهم، وأن يسخر سبحانه أصحاب الأيادي البيضاء لمساعدة الذين يعيشون في العراء، بعد أن هدمت مدنهم وشردتهم الأحقاد.
وقبل أن أخط كلمة، تحدث الإرهاب، هناك في الأردن، البلد الآمن، المستقر، الحاضن للملايين من مشردي العراق وسوريا، في اليوم الأول من رمضان، استبدل المجرمون الرحمة والمودة، بالموت وإشعال الفتنة، قنبلة صغيرة في مخيم من الصفيح والأنفس البريئة، تمزق أجساداً، وتزرع أحقاداً، وتحصد رعباً.
مجرمون هم الذين يقفون خلف تفجير «البقعة» في الأردن، متآمرون، ليسوا مسلمين، كل هذا الإرهاب الذي نراه لا يدار من المسلمين، وقوده فقط من أبناء هذا الدين، القاتل والمقتول، ولكن المخطط والداعم والناقل والمستفيد، ليس مسلماً، وليس عربياً، وليس أردنياً أو عراقياً أو سورياً، فليقل من يقول إنه «داعش»، الوهم الكبير، وليقل من يقول إنهم «الإخوان»، الأكذوبة، وليقل من يقول إنه صراع مذاهب وقوميات، وليقل من يقول إنها النعرات، وسنقول ونقول، حتى نتعب أو نسقط، هي إرهاب «الغرف السرية»، و«حكومات الظل» في محافل الشر، هي التي اختارت أن تضرب الأردن، وفى مخيم للاجئين الفلسطينيين.
حفظ الله الأردن من شر الأعداء، الظاهر منهم والباطن.