نون والقلم

نقد لـ «الإخوان المسلمين» أم محاولة إنقاذ؟

حين ينتقد هذا الداعية أو ذاك بعض جماعات الإسلام السياسي المصنفة كجماعات إرهابية ويطالبها بمراجعة مواقفها والاعتذار العلني عن أخطائها، فليس لنا أن نطمئن إلى نقده ونفرح بمطالبته ما دام هو نفسه لم يراجع نفسه ويعترف بتاريخه الذي لم يكن بريئا من الارتباط بتلك الجماعات ومنظريها الذين يرسمون خططها، وقيادييها الذين يتولون تنفيذ تلك الخطط، كما لم يعتذر هو نفسه عن تلك الحقبة التي كان هو فيها داعية للتشدد يحرض كما يشاء ويفسّق من يشاء. ليس لنا أن نطمئن إلى ذلك النصح والمطالبة بالاعتذار، ذلك أنه يبدو محاولة لرمي طوق نجاة لتلك الجماعات وتوجهاتها بعد أن تم تصنيفها كجماعات إرهابية سواء في البلد الذي شهد نشأتها أو في البلدان التي عانت من جرائمها، وقد كان الأولى بمن ينصح تلك الجماعات أن ينتقدها وينصحها وهي في زهو إحساسها بالنصر لا أن يشاركها زهو النصر الذي تلوث بالاستبداد فإذا ما انفضحت خططها وتم تصنيفها وعزلها راح يقف منها موقف المنتقد والناصح.

هذا النقد المتأخر جدا وهذا النصح الذي لم يعد يفيد وهذه المطالبة بالاعتذار التي لم تعد تهم، هذا كله لا يمكن أن يخرج عن واحد من أمرين، أولهما أن تكون محاولة خجولة لتبرئة النفس من الصلة بهذه الجماعات أو الانتصار لها، وثاني الأمرين أن تكون رسالة ناصح لتلك الجماعات يقترح عليها خطة تخرج بها من مأزقها الذي انتهت إليه بحيث تكون مراجعتها لنفسها تصحيحا تستعيد به مسارها واعتذارها جسرا تعيد من خلاله ارتباطها بالمجتمع، وليس ذلك بمستبعد على جماعات الإسلام السياسي ومناصريها وقدرتهم على التقلب في المواقف وانتهاز الفرص واللجوء إلى الخطط البديلة كلما ضاقت بهم السبل.

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى