نون والقلم

ليتهم يتعلمون

لم يتجرأ أحد على تقديم مبررات، ولم يملك المخطئ أو المهمل الشجاعة للدفاع عن خطأ بهذا الحجم.

صمت الجميع، ونطق صاحب القرار، فحسم الأمر، وتوقف الكلام المباح وغير المباح عبر «تويتر».

هناك خطأ قد حدث، وأثار غيرة المواطنين على رمز من رموزهم الوطنية، وهو السلام الوطني، والإعلان كان لشركة سيارات مشهورة جداً، ومرتبط بناد رياضي أشهر منها على الساحة الوطنية، واللاعبون لهم قيمة ومكانة في قلوب الناس، ومع ذلك لم يتردد المواطن البسيط في التنبيه والاعتراض فطرح رأيه، وعلق مواطن آخر، وشارك ثالث ورابع وخامس، واشتعل «تويتر»، ولكنه لم يتجاوز، لأول مرة لم نسمع اتهامات أو ألفاظاً خارجة على الذوق العام، وتراجع المتطاولون، تجار المناسبات، ولم يتجادل أحد.

وبهدوء يتدخل سمو الشيخ هزاع بن زايد منهياً الأمر، وببضع كلمات قاطعة فاصلة «الرموز الوطنية هي جزء لا يتجزأ من الهوية الجامعة، بها نعلو ونسمو، وتحت راية العلم، وفي ظل النشيد الوطني تصان القيم وتحفظ الأوطان»، قالها للوطن وللمواطن ولكل من يعمل على هذه الأرض الطيبة «هذه قضية غير قابلة للنقاش والجدل، الرأي فيها واحد لا يقبل الجمع أو القسمة» فتوقف الإعلان، واعتذرت شركة السيارات، وأعفي من لم يُقدر قيمة السلام الوطني متحملاً وزر سقطة كبيرة.

كل ذلك حدث في غضون ساعات، إذاعة الإعلان، وتداوله، والصدمة التي أحدثها، وردات الفعل، والقرار الحاسم، كان تسلسلاً منطقياً أعطى نتيجة طبيعية، وهذا دليل على الثقة التي تحلى بها صاحب القرار ومن أخطأوا، وقد ذكرني ذلك بواقعة لم يمر عليها ثلاثة أسابيع، وهي واقعة الأخطاء في بعض الكتابات المسماة بالأدبية، عندما خرج من يدعي أنها حرية إبداع وفكر ورأي، وجادلوا في الحق، وقلت في نفسي بعد المقارنة «ليتكم تتعلمون».

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى