كشف مسؤولون إيرانيون، في الأيام الماضية، النقاب عن اعتزام طهران إجراء محادثات مع دول الخليج الست، فى محاولة لإثبات حسن النوايا، خاصة بعد توقيع الاتفاق النووي، لكن في المقابل تظل سياسة طهران “بوجهين”، خاصة بعد الإعلان عن خلايا إرهابية في دول عربية مرتبطة بإيران.
علاقات متوترة
العلاقات الخليجية الإيرانية اتسمت بالتوتر، لاسيما في قضية الجزر الثلاث (أبو موسى-طنب الكبرى-طنب الصغرى) التي تعتبرهم الإمارات جزءاً من أرضيها تحتلها إيران، ويشدد مجلس التعاون الخليجي على ذلك، بالإضافة إلى التنافس على النفوذ بين الرياض وطهران.
ورغم محاولات طهران عقب توقيع الاتفاق النووي إثبات حسن النويا مع دول المنطقة، إلا أن سياسة إيران تبقى كما هي “الفعل يختلف عن القول” بسبب تدخلها فى شؤون المنطقة، الأمر الذي يقلل من فرص الحوار مع الخليج، خاصة بعد ضبط خلايا إرهابية في دول عربية مرتبطة بإيران وحزب الله المدعوم من طهران.
ظريف: الحوار مع الخليج سيتسمر..ونمد يدنا لجيراننا
وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قال الأربعاء الماضي، إن الحوار سيستمر بين بلاده ودول مجلس التعاون الخليجي، وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني جبران باسيل في بيروت إن “الحوار سيستمر بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي”، مؤكدا أن ليس لبلاده “أي مانع في هذا المجال”.
ودعا ظريف دول المنطقة لـ”التعاون ضد عدوين اثنين هما الكيان الصهيوني من جهة، والتطرف والإرهاب والطائفية من جهة ثانية”، مضيفا “نحن نمد يد التعاون لكل جيراننا في المنطقة من أجل مكافحة الإرهاب”.
وتابع “نحن لا نتدخل بالشؤون الداخلية اللبنانية، ويجب أن لا تكون الساحة اللبنانية ساحة للعب القوى الدولية”، واصفا لبنان بأنه “خير مثال للمقاومة، وأنه رمز للحوار وللتفاعل البناء بين مختلف القوميات والأعراق”.
كما أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الجمعة الماضية، أن المحادثات مع البحرين وقطر والكويت وعمان والسعودية والإمارات العربية المتحدة سوف تجرى في إحدى دول المنطقة أو في مكان محايد.
البحرين تعتقل 5 أشخاص متصلين بالحرس الإيراني
وزارة الداخلية في البحرين، أعلنت قبل أيام، اعتقال خمسة أشخاص على صلة بتفجير وقع في يوليو الماضي وأسفر عن مقتل رجلي شرطة، وكشفت التحقيقات بوجود صلات تربطهم بالحرس الثوري الإيراني.
البحرين تتهم إيران منذ وقت طويل بإثارة التوتر والقلاقل في البلاد. واستدعت البحرين سفيرها من طهران بعد ما وصفتها بأنها تصريحات عدائية متكررة من المسؤولين الإيرانيين.
الكويت.. اعتقال خلية إرهابية مرتبطة بحزب الله
الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الداخلية الكويتية ضبط كمية ضخمة من الأسلحة كانت مهربة من العراق ومخبأة أسفل منازل قرب الحدود واعتقلت ثلاثة أشخاص يشتبه بأنهم أعضاء في خلية مرتبطة بحزب الله وكانت تتآمر لتقويض أمن البلاد.
وقالت مصادر كويتية إن هذه الأسلحة والمتفجرات تم تهريبها من العراق في حين أكدت مصادر أمنية بأن أفراد الخلية الذين خزنوا المتفجرات على ارتباط بحزب الله المدعوم من إيران.
دعم الحوثيين
رغم تصريحات المسئولين الإيرانيين بشأن دعم الحل السياسي في اليمن، إلا أنها متهمة بدعم الحوثيين، ما تسبب في حالة فوضى بالبلاد. كما أكد المتحدث باسم قوات التحالف العربي أحمد عسيري، في إبريل الماضي، أن القوات العسكرية تملك أدلة ملموسة لدعم إيران للمسلحين الحوثيين في الصراع الدائر في اليمن.
قناة العالم الإيرانية وجهت انتقادات واتهامات للسعودية والإمارات في الأيام الماضية، ورد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي د. أنور قرقاش، على الانتقادات الإيرانية قائلا: “على ما يبدو هو صراخ من يتألم من التلاحم العربي والنجاح الذي نحققه مشتركين في اليمن”.وأضاف: “لا تمثل قناة العالم صوتا مستقلا بل توجها رسميا حاقدا، وعلى قدر الألم في اليمن يعلو صراخ القناة”.
حرب سوريا ودعم الأسد
الحرب متعددة الأطراف في سوريا مستمرة منذ أربع سنوات، وأدت إلى مقتل نحو ربع مليون شخص، وتشريد أكثر من عشرة ملايين آخرين، إلا أن إيران لم تتخل عن دعم نظام الأسد، الذي تعتبره دول الخليج ليس له مكانا في مستقبل سوريا. ورغم ما شهدته الأسابيع القليلة الماضية نشاطا دبلوماسيا مكثفا بين إيران، والسعودية، والولايات المتحدة، وروسيا، لكن يبدو أن الاتفاق لن يأتي قريبا.