تستمر معاناة اللاجئين والمهاجرين، في مواجهة الموت بصورة شبه يوميًا بين أمواج مياه البحر المتوسط، بحثًا عن حياة جديدة في القارة العجوز، بعيدًا عن بلادهم التي تشهد مآسي وويلات الحروب والأوضاع المضطربة.
صورة جديدة لعامل إغاثة ألماني، يحمل طفلًا ميتًا بين يديه على متن أحد قوارب الإنقاذ، تتحول إلى رمز جديد للاجئين الذين ابتلعهم البحر المتوسط، وانتشلت جثة الطفل الذي لا يزيد عمره عن عام واحد من البحر، يوم الجمعة، بعد انقلاب قارب خشبي كان ينقله مع مهاجرين آخرين، ليعيد للأذهان صورة الطفل إيلان كردي الذي قضى غرقا قبالة السواحل التركية قبل أشهر.
ووصلت 45 جثة إلى ميناء ريجيو كالابريا، على متن سفينة تابعة للبحرية الإيطالية التي أنقذت 135 ناجيًا، من حادثة الغرق عينها، بحسب ما قالته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
ووزعت مؤسسة “سي ووتش” الألمانية، التي تدير سفينة للإنقاذ في البحر بين ليبيا وإيطاليا، الصورة التي التقطتها شركة للإنتاج الإعلامي على متنها وظهر فيها عامل الإنقاذ وهو يحمل الطفل بين ذراعيه وكأنه طفل نائم.
وقال المنقذ الذي عرف فقط عن نفسه باسم “مارتن” ، إنه شاهد الطفل في المياه وكأنه دمية وكانت ذراعاه ممدوتين.
وأضاف: “أمسكت بيد الطفل وسحبت الجسم الخفيف من المياه إلى ما بين ذراعي بحرص، تحسبًا لاحتمال أن يكون حيًا.. وتدلت يده ذات الأصابع الصغيرة في الهواء بينما تلألأت أشعة الشمس على عينيه البراقتين الوادعتين لكن الساكنتين بلا حراك.”
ولا يعرف الكثير عن الطفل الذي قالت “سي ووتش” إنها سلمته على الفور إلى البحرية الإيطالية، ولم يتمكن المنقذون من معرفة جنس الطفل، الذي يرتدي نصف ملابسه صبيًا أو فتاة، كما لم يعرف ما إذا كان والداه أو أحدهما بين الناجين.
وانتشلت سي ووتش نحو 25 جثة أخرى، بينها طفل آخر، وفقًا لشهادة الطاقم للصحيفة الأمريكية.
وقالت “سي ووتش” في بيان: “في أعقاب الأحداث الكارثية، يبدو واضحًا للمنظمات التي تعمل ميدانيًا، إن دعوات السياسيين الأوروبيين لتفادي المزيد من الوفيات في البحر ليست أكثر من مجرد كلام.”
وأضافت: “إذا أردنا عدم رؤية مثل هذه الصور، علينا أن نتوقف عن التسبب فيها”، داعية أوروبا إلى السماح للمهاجرين بممر آمن وقانوني بغية وقف تهريب البشر وغيرها من المآسي.
وتوفى 700 مهاجر في البحر على الأقل، الأسبوع الماضي، الذي شهد حركة هي الأكثف على الممر بين إيطاليا وليبيا هذا العام، وفق ما أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين يوم الأحد.
وغادر القارب الذي كان يحمل الطفل على متنه، شواطئ ليبيا على مقربة من صبراتة، في وقت متأخر من يوم الخميس، ثم بدأت المياه تتسرب إليه، وفقًا لشهادات ناجين جمعتها هيئة إنقاذ الطفولة يوم الأحد.