نون والقلم

أنقذوا الفلوجة

الفلوجة بلدة محتلة من تنظيم داعش، سكانها لا حول لهم ولا قوة، ممنوعون من الخروج ليكونوا دروعاً بشرية يختبئ خلفها أعضاء التنظيم.

وداعش ليس تنظيماً سنياً، هو الإرهاب بكل تجلياته، إرهاب الفكر، وإرهاب الحقد، وإرهاب القتل، وإرهاب الاستغلال للبشر، وقد أذاق أهل الفلوجة أقصى ما يمكن أن يتخيله الإنسان من جرم الإنسان، علق رجالها في المشانق، وقطعت السيوف رقاب شبابها، وجردت المرأة من كرامتها، وسخر الأطفال لخدمة القتلة.

والفلوجة سنية، والذين يريدون أن يحرروها من داعش يتبعون السلطة العراقية، وهي من المفترض بها ألا تكون سنية أو شيعية، بل عراقية وطنية، تنظر إلى الأمور بمنظار تتسع فيه الرؤية لتشمل كل تفاصيل المأساة في تلك المدينة، ولكن للسلطة العراقية رأي آخر، إنها تدفع بغوغاء الحقد والكراهية، أولئك الذين يسمون بالحشد الشعبي، وهم ذراع الحرس الثوري الإيراني، وهذا ليس كلامي، وليس توقعاً مني، بل هو كلام إيران الرسمي، فقد تبجحت قبل يومين بأن قاسم سليماني هو الذي يقود الهجوم على الفلوجة مع الحشد الشعبي.

فماذا ننتظر من هذه المعادلة المذهبية الحاقدة؟

تدمير الفلوجة بالكامل، وفوق رؤوس أهلها، هذا هو المخطط، وقد بدأت أولى خطوات تنفيذه في ضاحية الكرمة بتدمير المساجد وحرق البيوت وإعدام الرجال بحجة انتمائهم لداعش!!

وللأسف، العالم كله يتفرج، بان كي مون ومجلس أمنه صامتان، وأوباما وبوتين يتجادلان في قضية مواجهة داعش ويتركان العنصرية تنخر في عظام العراق، والأمة الممزقة كأن الأمر لا يعنيها، الرافض ساكت، والمؤيد يشجع، وفي الوسط فئة عربية لا يهمها من مات ولا من سلم.

فقط دولة الإمارات كانت واضحة كعادتها، فتحفظت على وجود الحشد الإيراني مع القوات العراقية على أبواب الفلوجة، وهذا التحفظ تحذير من مذبحة آتية.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى