وصفه جمهوره العريق بأنه “عدو المرأة والحب”؛ بسبب طابع السخرية الذي ظهر في كتاباته عنهما، فهو الذي قال إن “المرأة ليس لها مبدأ فهي إما فوق المبادىء وإما فوق المبادىء” و”فتش عن المرأة وراء كل مصيبة”.. الكاتب والفليسوف والصحفي المصري “أنيس منصور”، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده ليذكرنا بأقواله المأثورة وكتاباته الفلسفية الرائعة.
نشأته..
ولد “منصور” في 18 أغسطس 1924 في قرية تابعة لمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وتوفي في 21 أكتوبر 2011 عن عمر 87 عامًا، بعد صراع مع مرض الالتهاب الرئوي.
حفظ “منصور” القرآن الكريم وهو في التاسعة من عمره، وكان الأول في الثانوية العامة التي التحق بعدها بكلية الآداب جامعة القاهرة، ودخل قسم الفلسفة وتخرج في 1947.
تزوج من السيدة “رجاء منصور” ولم ينجب منها، وروت في إحدى الحوارات الصحفية أنه بالرغم من سخريته من قصص الحب والمرأة، إلا أنهما عاشا قصة حب أبدية، وكان دائمًا ما يقول لها “الواقع شيء والسخرية شيء آخر”، وكان دافعه وراء كتاباته أنه يرى أن كثيرًا من الأزواج التعساء ينتظرون كلماته التي تخفف عليهم.
منصور في بلاط “صاحبة الجلالة”..
دخل عالم الصحافة من خلال جريدة روز اليوسف حيث كان يكتب باسم إمرأة كاسم مستعار، ثم دخل مؤسسة أخبار اليوم، وكان أصغر رؤساء التحرير في مصر؛ حيث تولى رئاسة تحرير مطبوعة قبل أن يكمل الثلاثين من عمره.
عشق الآداب والفنون والفلسفة والصحافة، فأسهم في كل تلك المجالات، وغيرها بكتب ومؤلفات قاربت 200 كتاب تشكل في مجموعها مكتبة كاملة متكاملة من المعارف والعلوم والفنون والآداب والسياسة والصحافة والفلسفة والاجتماع والتاريخ والسياسة والمرأة.
وأجاد عدة لغات إلى جانب العربية بالطبع ومنها الإنجليزية والألمانية والإيطالية. كما اطلع على كتب عديدة في هذه اللغات وترجم بعضاً من الكتب والمسرحيات المكتوبة بغير العربية، وسافر كثيرًا وكتب الكثير في أدب الرحلات، وألف في ذلك عدًدً من الكتب منها “كتاب حول العالم في 200 يوم”، “بلاد الله لخلق الله”، “غريب في بلاد غريبة”، “اليمن ذلك المجهول” “أنت في اليابان”.
وعرف بعادات مميزة، من بينها عدم قدرته على الكتابة صباحًا، بل كان يستيقظ من الرابعة فجرًا، حيث كان لا ينام إلا ساعات قليلة جدًا حوالي ثلاث ساعات، فكان يعاني الأرق، ودومًا ما كان يكتب وهو حافي القدمين.
أقواله الساخرة من المرأة والحب..
ومن أقواله الساخرة من المرأة: ” يخطأ من يظن أن المرأة تطلب مساواتها بالرجل، المرأة لن يرضيها سوى أن يصبح الرجل في مقام العبد وتصبح هي سيدته” ، “لأن المرأة لا تفكر بعقلها، فمن النادر أن تجد نفسها غلطانة” ، ” إذا كانت المرأة جميلة جدا أو دميمة جدا.. حدثها عن ذكائها”.
وقال في الحب: ” الحب الحقيقي: أن تحب الشخص الوحيد القادر أن يجعلك تعيسًا” ، ” الرجال يفضلون الحب على الزواج، لأن القصص أمتع من كتب التاريخ” ، ” في حياتنا مصيبتان أن نعيش بلا حب وأن نحب”.
جوائز ..
وحصل على الكثير من الجوائز الأدبية، أبرزها الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة وجائزة الفارس الذهبي من التلفزيون المصري وجائزة الدولة التشجيعية في مصر في مجال الأدب، وله تمثال بمدينة المنصورة يعكس مدى فخر بلده به، جائزة الإبداع الفكري لدول العالم الثالث، 1981، جائزة مبارك في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، 2001 ، وفاز بلقب الشخصية الفكرية العربية الأولى من مؤسسة السوق العربية في لندن.