عن آداب الصيام فى شهر رمضان الكريم وماحرمه الله وشرعه، يقول الشيخ أحمد البهى -: لقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بصيام شهر رمضان المبارك، فقال جلّ من قائل سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) سورة البقرة، وقال عليه الصلاة والسلام: (بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وحج البيت وصوم رمضان)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه).
وللصيام فضائل وفوائد، وله آداب وأحكام وفي هذا المجلس –إن شاء الله- نتناول بعض هذه الآداب ومنها:
1- أن يصوم المسلم في الوقت المحدد شرعًا، فلا يتقدم عليه ولا يتأخر عنه، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا)3 فإنه لا يجوز أن يعتدي بالتقديم أو التأخير.
2- ومن آداب الصيام: السحور، وقد اجتمعت الأمة على استحبابه، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تسحروا فإن في السحور بركة) وسبب البركة: أنه يقوى الصائم وينشطه، ويهون عليه الصيام.
ويتحقق السحور بكثير الطعام وقليله ولو بجرعة ماء، فعن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعًا: (السحور بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم ماء، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين).
ووقت السحور من منتصف الليل إلى طلوع الفجر، والمستحب تأخيره، فعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم، وزيد بن ثابت تسحرا، فلما فرغا من سحورهما قام نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فصلى. قلنا لأنس: كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة؟ قال: قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية. وعن عمرو بن ميمون رضي الله عنه قال: كان أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم أعجل الناس إفطارًا وأبطأهم سحورًا.
ولو شك في طلوع الفجر فله أن يأكل ويشرب حتى يستقين طلوعه، ولا يعمل بالشك، فإن الله عز وجل جعل نهاية الأكل والشرب التبين نفسه، لا الشك، فقال عز وجل: وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ (187) سورة البقرة، وقال رجل لابن عباس رضي الله عنه: إني أتسحر فإذا شككت أمسكت، فقال ابن عباس: كُل ما شككت حتى لا تشك.
وتأخير السحور إن لم يخش طلوع الفجر الثاني.
3- ومن آداب الصيام: أن يفطر على رطب، فإن لم يجد فعلى تمر، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء.
4- ومما يجب على الصائم: البعد عن الرفث لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (. إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفُث.) والرفث: هو الوقوع في المعاصي.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).
5- وينبغي أن يجتنب الصائم جميع المحرمات كالغيبة والفحش والكذب، فربما ذهبت بأجر صيامه كله، وقد ثبت مرفوعًا: (رُبّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع).
6- وينبغي على الصائم أن لا يصخَب؛ لما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم-: (وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم، إني صائم)، فواحدة تذكيرًا لنفسه، والأخرى تذكيرًا لخصمه.
47 2 دقائق