تمر غدا الثلاثاء الذكرى 44 على رحيل الفنان إسماعيل يس أسطورة الكوميديا وملك المنولوج في تاريخ الفن المصري تميز بالقبول الشديد والذكاء فى أختيار الشخصية الكوميدية وقدرته على قهر الأحزان وتحويلها لمادة للسخرية ورسم الفرحة على وجوه الجميع بالرغم من أن حياته كانت مليئة بالعذاب كان قريباً من الناس لدرجة أن نجوم الصف الأول فى عصره كانوا يعتبرونه تيمة الحظ فى أفلامهم ومن أهم الاشياء التى تميز بها اسماعيل يس أيضاً أنه لم يكن لديه فكرة البطولة المطلقة أو مبدأ انا ومن بعدى الطوفان ، ففى الوقت الذى قدم افلاماً تحمل إسمه نجده يقدم الدور الثانى فى أفلام أخرى فى نفس التوقيت وظل متربعاً على عرش الكوميديا طوال حياته سواء فى المسرح أو السينما أو فى فن المنولوج فكان حالة نادرة لما لديه من موهبة وكاريزما عالية لسنوات طويلة ، فأستطاع أن يحفر إسمه بحروف من ذهب كأفضل فنانى الكوميديا فى تاريخ السينما المصرية ، وبالرغم من أنه لا يتمتع بالوسامة، والجمال إلا أنه استحوذ وأثر القلوب بخفة ظله وطيبته وتلقائية أدائه وضحكته الشهير وإفيهاته الخالدة فى أعماله التى ما زالت تضحكنا حتى الآن .
ولد إسماعيل يس سنة 1912 في مدينة السويس وعاش طفولة غير مستقرة بعد وفاة والدته وزواج والده وبدأت تعامله معاملة سيئة مما إتضطره إلى السفر إلى القاهرة فى بداية الثلاثينيات للبحث عن طريقه للغناء وبعد محاولات إستطاع غناء المنولوجات فى الأفراح والإذاعات الأهلية ومر فى هذه الفترة آلام الجوع والفقر حتى طلب مقابلة بديعة مصابني فى صالتها وقبلته للعمل فى فرقتها لإلقاء المنولوجات وقامت بالتعاقد معه لمدة شهر على سبيل التجربة وأعطته أجر 8 جنيهات حتى تم حل فرقة بديعة فإتجه إلى فرقة على الكسار وهناك تعرف على الفنان شكوكو حتى رأه المخرج حسين فوزى فقدمه فى فيلم « أحب الغلط » فشارك فى فيلم على بابا والأربعين حرامى سنة 42 ونور الدين والبحارة الثلاثة سنة 43 ليقدمه بعدها أنور وجدى معه فى فيلمين هما من الجانى وتحيا الستات سنة 44 حتى أصبح إسماعيل يس تيمة كل الأفلام السينمائية وقتها وهو أحد الذين أنتجت لهم السينما أفلاما تحمل اسمهم بعد الفنانة ليلي مراد وشالوم , مثل إسماعيل يس في « البوليس الحربي» و، في« سلاح الطيران »و«الأسطول »و « الترجمان » الخ .
إمتازت أفلام إسماعيل يس بالجماعية , حيث كانت أغلب أفلامه تضم نخبة من نجوم الكوميديا والفكاهة مثل رياض القصبجي, عبدالفتاح القصري, حسن فايق, زينات صدقي مما جعل المشاهد يقبل عليها إقبالا شديدا دون ملل أو رتابة. في عام 1954, ساهم فى صياغة تاريخ المسرح المصرى فكون فرقة تحمل إسمه مع صديقه أبو السعود الإبيارى وظلت هذه الفرقة تعمل لمدة 21 عاما حتي عام 1966 , قدم خلالها ما يزيد علي50 مسرحية وضمت نجوم الفن المصرى عبد الوارث عسر، شكري سرحان، محمود المليجى، تحية كاريوكا ، عبد الفتاح القصرى وزينات صدقى و لولا صدقى ومحمد كمال المصرى وهند رستم ومحمد كمال المصرى .
وبرغم النجاح الساحق الذي حققه إسماعيل إلا أن مسيرته الفنية تعثرت , فبعد أن كان يقدم أكثر من عشرة أفلام في العام الواحد, بدأت نجوميته تتقلص وإنحسرت الأضواء عنه, ففوجئ بتراكم الضرائب وأصبح مطاردا بالديون, فقام بحل فرقته المسرحية. وشارك إسماعيل فى أكثر من 250 فيلم, ولعب فيهم ما بين دور البطولة والدور الثاني ، تزوج إسماعيل من السيدة فوزية وأنجب منها إبنه الوحيد وهو المخرج الراحل « يس إسماعيل يس» الذي مثل مع والده في فيلم«إسماعيل يس في البوليس الحربي» ، ولم يكن أحد يتخيل يوماً أن المأساة والمعاناة هى نهاية هذا النجم الكوميدى ، الذى عاش فى آخر أيامه حزيناً ومفلساً بعد تراكم الضرائب عليه ومطالبة الحكومة له بسدادها ، مما إضطره لتصفية فرقته المسرحية، وبيع العمارة التى كان يمتلكها وأصيب بأمراض القلب ورحل إسماعيل في 24 مايو 1972 عن عمر يناهز الـ60 عاما, وسيظل هذا الأسطورة يرسم الإبتسامة والسعادة في قلوبنا وقلوب أولادنا بخفة دمه وفنه ليستحق عن جدارة لقب أسطورة الكوميديا.
شاهد..إسماعيل يسن « ملك الكوميديا»
