عندما خرجت المحافظات العراقية الغربية بتظاهرات مطالبة فيها بتغيير الحكومة وتعديل الدستور الذي يتحدث عنه الجميع بسوء بما فيهم الطبقة السياسية, وتحولت تلك التظاهرات إلى اعتصامات وتوسع نطاقها بشكل كبير وأصبحت هذه الاعتصامات مليونية الأمر الذي بات يهدد مصلحة إيران وحكومة السفاح المالكي المرتبط بإيران فكان لا بد من إيجاد طريقة للقضاء على هذه التظاهرات والاعتصامات, لكن يجب أن يكون القضاء عليها بصورة لا تثير الرأي العام ولا الرأي الدولي, فكان تنظيم داعش هو الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلاله القضاء على تلك الاعتصامات والذي وجد فيه الطاغية المالكي خير وسيلة للبقاء في منصب رئاسة الوزراء من خلال زعزعة الوضع الأمني وإعلان حكومة طوارئ, فإتفق مع إيران على فتح الحدود أمام تنظيم داعش ليحتل المحافظات العراقية المنتفضة, وهذا ما أفرح إيران لأنها وجدت خير ذريعة لدخول العراق بصورة مباشرة وتكون هيمنتها عليه من كل النواحي , سياسية, عسكرية, اقتصادية, وفي الوقت ذاته حصولها على ممر آمن إلى سوريا لدعم نظام الأسد بالأسلحة والمليشيات, وكذلك المتاخمة على الحدود العراقية – السعودية – الأردنية من أجل ممارسة ضغط على تلك الدول من أجل المصالح القومية وكذلك سهولة الوصول إلى تلك الدول ودعم الخلايا الموجودة فيها.
فكانت النتيجة إلصاق تهمة الإرهاب والإنتماء إلى داعش لكل سكان المحافظات الشمالية والغربية, على الرغم من أن التقارير الإستخباراتية تؤكد أن عدد الدواعش الذين دخلوا إلى العراق هم لا يتجاوزون الأربعمائة عنصر, الأمر الذي دفع بحكومة المالكي المجرم أن تقوم بعمليات الإبادة وكما شاهدناها في مخيم الحويجة, فضرب الاعتصامات وأباد المعتصمين بحجة وجود الدواعش بينهم !! وجرى ما جرى من أحداث كانت نتيجتها العديد من المجازر سبايكر والصقلاوية والسجر ومجزرة كربلاء في 2014 م تلك المجزرة التي وقعت بحق الشيعة العرب ” الصرخيين ” لأنهم رفضوا مشاريع إيران التوسعية فألصقت بهم تهمة الترويج لتنظيم داعش كذباً وزوراً, بل حتى المهجرين والنازحين لم يسلموا من تهمة الإنتماء إلى داعش فلم يسمح لهم الدخول إلى المحافظات الآمنة تحت ذريعة الحجة ذاتها, وكانت الغاية هي تصفية أهل السنة من جهة وتغيير الخارطة العراقية على نحو ديموغرافي يتناسب والمشروع الإيراني التوسعي في العراق من جهة أخرى.
واليوم عندما انتفض الشارع العراقي بوجه الحكومة الفاسدة وإقتحم المنطقة ” الغبراء ” حصن الفاسدين والمفسدين وقلعتهم الحصينة, بدأت تساق التهم والإفتراءات على الشعب العراقي, حيث صرح العبادي بأن من دخل الخضراء هم من الدواعش والبعثيين !! وهذا التصريح عبارة عن نسخ ” كوبي ” لتصريحات السفاح المالكي السابقة ضد المعتصمين في المحافظات الغربية, وكان هذا التصريح هو من أجل إعطاء المبرر والشرعية لعمليات التصفية التي تعرض لها المتظاهرون على يد المليشيات الإيرانية, وكذلك محاولة لإسكات الرأي العام وقلبه على المتظاهرين, ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أخذ الإعلام الحكومي والإيراني والأقلام المأجورة تربط ما حصل هو محاولة لحماية تنظيم داعش في الفلوجة وتأخير عمليات تحريرها !! فهكذا بدأوا يصورون الأمر وأخذ المسؤولين الحكوميين يتهافتون على القنوات الفضائية ليصرحوا بأن دخول المتظاهرين كان متزامناً مع عقد اجتماع قيادات عسكرية تدرس خطة تحرير الفلوجة !! وكأن الفلوجة التي جوع أهلها منذ شهور حتى الموت كانت تشغل بال الحكومة ومهتمة بها ؟ أين كانت الحكومة عن الفلوجة وعن تحريرها من قبضة تنظيم داعش الإرهابي ؟! لكن هذه التصريحات وكما بينا هي محاولة لضرب المتظاهرين والتغطية لعمليات الإبادة التي تعرضوا لها, وكذلك منع أي تظاهرة في المستقبل وإبادتها تحت نفس الذريعة, فالشعب الآن في نظر الحكومة هو داعش ومنتمي لهذا التنظيم, وكل من يرفض الظلم والفساد وسرقة المال العام هو داعشي وسيكون مصيره القتل أو الإعتقال!.
فهذه هي مؤامرة كبرى تقوم بها إيران ومليشياتها وكل السياسيين المرتبطين معها, مؤامرة لدعشنة العراق كي تكون إيران هي الحاكمة والمسيطرة على هذا البلد, وذلك بعدما أحست إيران إن التظاهرات العراقية قد قلبت الطاولة عليها فهم – إيران, المليشيات, ساسة إيران ” يخشون على مصالحهم ومصالح إيران لذلك وصل بهم الأمر أن يلصقوا تهمة الإنتماء للبعث ولداعش للمتظاهرين, تلك التهمة التي أصبحت رداء يلبسونه لأي جهة سواء كانت شيعية أو سنية, عربية أو كردية, مسلمة أو غير مسلمة, تناهض إيران وترفض كل سياستها, فبعدما وجدوا إن رصاصهم لم ولن يثني إرادة الشعب العراقي عن تحقيق مطالبه في التغيير الجذري الحقيقي لجأوا إلى سوق هذه التهم, لذلك نقول لكل العراقيين المنتفضين ضد ساسة الفساد ومن يرعاهم ماقاله المرجع العراقي الصرخي في استفتاء ” من الحكم الديني(اللا ديني)..إلى..الحكم المَدَني ” …
{{…4ـ فَشِلَ مكرُهُم بسببِ وعْيِ الجماهير وتشخيصِهم لأساس وأصلِ ولُبِّ المُصاب ومآسي العراق في تحكُّمِ السلطةِ الدينية بأفكار وعقول البسطاء والمغرَّرِ بِهِم وتحكُّمِها بمقدَّرات البلد بكل أصنافها وبتوجيهٍ مباشر من إيران جار الشر والدمار.
5ـ بعد أن انقلب السحر على إيران الساحر بفضل وعيكم وشجاعتكم وإصراركم فأدعوكم ونفسي إلى الصمود في الشارع وإدامة زَخْمِ التظاهرات والحفاظ على سلميّتها وتوجّهها الإصلاحي الجذري حتى كنسِ وإزاحة كلِّ الفسادِ والفاسدين وتخليصِ العراق من كل التكفيريين والتحرر الكلي من قبضة عمائم السوء والجهل والفساد حتى تحقيق الحكم المدني العادل المنصف الذي يحفظ فيه كرامة العراقي وإنسانيته وتمتُّعِه بخيراته بسلامٍ واَمْنٍ وأمان …}}.