دنيا ودين

استعداد أنتِ وأسرتك لشهر رمضان

ونحن على مشارف شهر رمضان الكريم ونهاية شعبان، يجب أن تستعد الأسرة المسلمة لاستقبال الشهر الكريم خلال الأيام المعدودة الباقية، “قل من أنت في شهر شعبان، أقل لك من أنت فى رمضان” وذلك لأن شهر شعبان هو نموذج مصغر من رمضان، كما أخبرتنا السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان كثير الصيام فى هذا الشهر، لأن الناس تغفل عنه بين رجب ورمضان.
وعن كيفية استقبال رمضان أشارت الداعية الإسلامية إيناس مصطفي خلال برنامج “الدين والحياة” إلى أنه إذا طبقت العبادات في هذا الشهر على أكمل وجه يكون استعداد جيد لاستقبال شهر رمضان وبدايته بداية صحيحة، لان الإنسان لا يضمن أن يعيش لأول أيام رمضان، وإذا توفي بشعبان يأخذ الثواب والأجر من رب العالمين.
وعن الاستعداد لشهر شعبان تقول الداعية إيناس مصطفي: نحن نتحرك فى حياتنا بثلاث حواس مهمة (العقل والجوارح والعاطفة) تحركنا وتتحكم فينا وتدفعنا إلى الصواب والخطأ.
العقل: يحتاج أن افهم، ما معنى رمضان؟ وما هي حكمة الصيام؟
الجوارح: تبدأ تتحرك كى تنفذ ما فهمه العقل وإلا سيظل فكرة أو نظرية عابرة.
العاطفة: هناك فرق كبير جدًا بين الاستعداد لرمضان وبين أن أشتاق له.
صحيح أن رمضان شهر الصيام ولكنه أيضًا شهر القرآن الكريم (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ) لذا يجب أن تكون العلاقة قوية بالقرآن في هذا الشهر الفضيل، وهناك معنى كبير للقراءة بشهر رمضان بالذات وهناك فريضة متمثلة في فهم وتدبر آيات القرآن الكريم وتطبيق معانيه، وفضيلة المتمثلة فى القراءة والحفظ.
وعددت الداعية إناس فضائل الشهر بأنه شهر القيام “من قام رمضان إيمانا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه “، كما أنه شهر الدعاء وكنز يجب الحرص على الفوز فالصائم له دعوة لا ترد، بالاضافة إلى أنه شهر الإنفاق،
كل ما سبق عبادات يجب أن ينصب اهتمامنا عليها فى شهر رمضان، ولا يقتصر الأمر بالامتناع عن الطعام، ولكنه منع النفس من كل ما حرم رب العالمين سبحانه وتعالي، وإذا لم تتحرك الجوارح لتطبيق هذا المعنى سيكون الصيام مجرد فكرة أو نية لا يطبق منها سوى جزء بسيط جدًا، ولهذا تنصح الداعية بوضع خطة عملية بالاستعانة بالصحبة الصالحة، ثم يأتى دور العاطفة التي تدفع الانسان على الاستمرار وتجنبه الإصابة بالفتور أو الملل، وذلك بحب رمضان ومعرفة الثواب العظيم والاشتياق إليه، ولا ننسي تعليم أطفلنا معنى الصيام.
وعن تعويد الطفل على الصيام يؤكد الخبراء إلى أنها تحتاج إلى الهدوء والرفق واللين، ويشير د.أحمد الشحات موسى أستاذ علوم القرآن بجامعة الأزهر الشريف أن ذلك يتم من خلال إدراك مدى قدرة الطفل على التحمل، فالطفل قوى البنية يختلف عن الطفل الضعيف أو المريض الذي لا يستطيع الصيام لفترات طويلة كذلك لابد من تعويد أطفالنا على الصيام لمدة ساعتين أو أكثر، تزيد تدريجيًا حتى يصل في النهاية إلى صوم اليوم كله.
ويؤكد د.الشحات أن الأسرة لها دور أساسي في هذه العملية، حيث تعد المحضن الأول للطفل والبيئة التي يتعلم منها الصواب والخطأ، لذلك على الأبوين أن يكونا مثلًا أعلى وقدوة حسنة لأولادهم بتعليمهم الصوم والصلاة وغيرها من العبادات والطاعات، في سن مبكرة من سن 7 سنين كما قال الرسول- صلى الله عليه وسلم- (مروا أولادكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع).

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى