كنت سأواصل الحديث حول الإشاعات والأكاذيب الإخوانية والإيرانية ضد دولنا، وضد تحالفاتنا في مواجهة عدائهم السافر، وكنت سأجيب عن السؤال الذي ختمت به مقال الأمس، ولكن الحقيقة التي ثبتها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال زيارته للمملكة العربية السعودية غيرت المسار.
ما يميزنا هنا في الإمارات والسعودية، وفى بقية دول الخليج أننا لا نترك شؤوننا عرضة لأقاويل الآخرين، وقيادتنا دائما سباقة في اتخاذ الخطوات الفاعلة لتأكيد مواقفنا وتوجهاتنا، فهذا مصيرنا وهذه منجزاتنا، وكما قلت وأكرر: نحن نعيش في نعمة نقدرها ونحمد الله عليها كل يوم، وهي نعمة القيادة الحكيمة التي تضع مصالح وطنها وشعبها وأمتها في مقدمة اهتماماتها، قيادة لا تتردد في حماية وطنها ومنطقتها ضد الأخطار الخارجية، ولا تترك حياة أبنائها تحت رحمة السياسة وتعرجاتها، قيادة تعرف ما تريد، وترى ما لا نراه، وتحافظ على الثقة التي اكتسبتها، فهي تستحق أن يوثق بها، وأن يكون الكل مسانداً لها، أفعالها هي التي رسخت تلك المفاهيم، وهى التي وحدت الصفوف، ولم أبالغ، ولن أبالغ، إذا أعدت القول بأن هذا الذي نراه هنا من تلاحم وانصهار ما بين القيادة والشعب لا يتكرر في غير هذه المنطقة إلا نادراً.
لقد خاب ظن المرجفين، وتبخرت أحلامهم وأوهامهم وضاعت أمالهم، وعادت إليهم شائعاتهم، تلك الشائعات التي أطلقوها في الأسبوع الماضي، وتحدثوا فيها عن خلافات في التحالف العربي، والقصد كان الدولة القائدة وهي السعودية، وركيزة التحالف دولة الإمارات، تمنوا انشقاقاً فجاءهم الرد من الملك سلمان والشيخ محمد بن زايد خلال لقائهما المبارك يوم أمس الأول، رداً يعلن إنشاء مجلس تنسيقي سعودي إماراتي يؤكد متانة وصلابة العلاقة بين البلدين.
نحن قوم تتحدث عنا أفعالنا، هكذا هي إجابة قيادتنا.