حذّرت صحيفة “إنترناشيونال بزنس تايمز” من خطر إيقاع “داعش” بالشباب الأردني؛ نظراً لقرب نشاطها من الأردن، وارتباط ثاني أكبر مدنها، الزرقاء، بمؤسس التنظيم المتطرف أبو مصعب الزرقاوي، قبل مقتله في العراق.
وتبدأ الصحيفة البريطانية، تقريرها، بسرد لواقع مدينة الزرقاء المشهورة بـ”سوق الحرامية” بحسب الصحيفة، قائلة إنه “بين أكوام من الأثاث المستعمل والفرشات القديمة بالكاد تلحظ ملامح المدينة المكتظة بالأحياء الفقيرة. حيث تسمع هناك صيحات البائعين، وتباع القطعة بدينار واحد وهو ثمن زهيد”.
“فمدينة الزرقاء الصناعية والتي يبلغ تعداد سكانها حوالي 800 ألف نسمة عُرفت بمولد أبو مصعب الزرقاوي فيها، وهو قائد تنظيم القاعدة السابق في العراق، والذي تحول لاحقًا إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). لم يبدأ الزرقاوي حياته زعيمًا إرهابيًا، بل بدأها كمجرم صغير في حي معصوم، ذلك الحي المعدم ذو الغالبية من الأردنيين ذي الأصل الفلسطيني”.
“وتعيش مدينة الزرقاء حالة من الفقر والإهمال، حيث تسرق الملابس من على أحبال الغسيل وتفيض مياه الأمطار في الشوارع في كل موسم شتاء، ذلك على الرغم من المنحة الأمريكية التي تقدر بحوالي 275 مليون دولار (190 مليون يورو) والتي كان من المقدر لها أن تصلح مشكلة الصرف الصحي وشبكات المياه المهترئة في المدينة.”
وتلفت الصحيفة إلى أن “عدد من الجماعات السلفية تمكّنت من أن تؤسس لوجودها في الأردن مؤخرًا، وخاصة في جيوب الفقر ومنها الزرقاء، إذ تحتل المدينة ثاني أعلى نسب البطالة في الأردن”.
“بينما تعد المملكة الأردنية الهاشمية بلدًا آمنًا ومستقرًا في ظل ما تشهده المنطقة من أزمات، إذ بقيت المملكة في منأى عن الهجمات الإرهابية، لما يزيد عن عقد من الزمن، مع ذلك فإن نمو الجماعات الإرهابية كتنظيم داعش في مناطق ليست ببعيدة عنها كسوريا، يجعل الخطر أقرب مما يمكن الاحتراس منه”.
“ففي الأول من شهر مارس، قامت قوات أردنية خاصة، بتنفيذ عملية على إحدى المباني السكنية في شمال مدينة إربد، إذ وردت أنباء باختباء أعضاء من جماعة تنظيم داعش المسلح هناك، وسرعان ما تحولت المداهمة البسيطة إلى قتال بين القوات الخاصة والمتطرفين المشتبه بهم امتد لثماني ساعات استخدمت فيه الجماعة الإرهابية المسدسات والأحزمة الناسفة. وتعد تلك أول مواجهة مباشرة محتدمة بين القوات الأمنية الأردنية والتنظيم داخل حدود البلاد”.
“قد يكون السبب الأول الذي يمكن أن يدفع بالشباب في الأردن نحو التطرف هو انعدام الفرص والإحباط الذي أصاب الشباب من الفساد الحكومي، هذا ما صرح به الناشط السابق لبيب قمحاوي.”
وتقول الصحيفة إن “الأردن يعج بجيل من الشباب العاطلين عن العمل، وبحسب أرقام تابعة للأمم المتحدة، فإن حوالي 70% من سكان الأردن الذي وصل إلى 6.5 مليون نسمة هم تحت سن الثلاثين. وأفادت هيئة الإحصاءات العامة أن ما لا يقل عن ثلث تلك الفئة من الشباب وبخاصة الفئة ما بين (20-24) هم من العاطلين عن العمل.”