نددت الجامعة العربية بالإجراءات العنصرية التعسفية التي تمارسها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، والتي باتت تنذر بإشعال فتيل حرب في المنطقة.
طالبت الجامعة العربية في بيان لها مساء الأحد، بمناسبة الذكرى الـ 68 لنكبة الشعب الفلسطيني، المجتمع الدولي، وفي مقدمته الأمم المتحدة، بممارسة المزيد من الضغط على إسرائيل، بوصفها سلطة الاحتلال للأراضي العربية الفلسطينية، والتأكيد على المسؤولية الدولية في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والإنهاء الفوري للاستيطان.
ودعت المجتمع الدولي ممثلاً بهيئاته ومنظماته الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة لممارسة المزيد من الضغط على إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) للانصياع لإرادة المجتمع الدولي من خلال تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وفي مقدمها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948 وما تضمنه بشأن حق العودة والتعويض، فضلاً عن التأكيد على المسؤولية الدولية في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والإنهاء الفوري للاستيطان”.
وشددت الجامعة على “أنه لن يتحقق سلام على الأرض دون إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح من خلال إعادة الحق إلى أهله بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وفقاً للمرجعيات الدولية وما نصت عليه مبادرة السلام العربية عام 2002 في قمة بيروت، وذلك بغية التوصل إلى حل عادل وشامل ينهي الصراع العربيالإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط، معتبرة انه خلاف ذلك فإن فرص السلام ستنحسر وتتضاءل وهو ما ينذر بإشعال فتيل حرب في المنطقة برمتها”.
وشهدت مدينة بيت لحم اليوم مواجهات بعد خروج مسيرة العودة لإحياء الذكرى. وأطلقت صفارات الإنذار لمدة 68 ثانية عند الساعة الـ12 من الظهر في مختلف مدن الضفة والقطاع إيذانا ببدء فعاليات ومراسم الإحياء.
وشهد قطاع غزة، مسيرات جماهيرية انطلقت من ساحة الجندي وسط المدينة إلى دوار أنصار، كما انطلقت مسيرات جماهيرية أخرى بعد صلاة الظهر باتجاه الحدود. كما شهدت محافظة طوباس والأغوار الشمالية، مسيرات حاشدة انطلقت من ميدان الشهداء حتى ميدان الدولة وسط مدينة طوباس.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، والرايات السوداء، واليافطات التي تؤكد حق العودة والتمسك بالثوابت الوطنية، فيما أطلقت صافرات الإنذار في أرجاء المحافظة.
وبالمقابل فرق الجيش الاسرائيلي بالرصاص و القنابل المسيلة للدموع التظاهرات التي خرجت في مختلف مدن الضفة الغربية. في حين قام الشباب بتمثيل بمشاهد تمثيلية عن أحداث النكبة، والتي سمعها من آباءه وأجداده. فمنهم من اختارَ العودة إلى بيت أجداده على متن قطار حملت عرباتُه أسماء المدن والقرى المدمّرة، ومنهم من ركب درّاجة هوائية باتجاه جدار العزل، ولكن رد إسرائيل على تلك المحاولة الرمزية كانت بإطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد أعلن في كلمة متلفزة عشية هذه الذكرى، أن “القيادة الفلسطينية تسعى إلى تدويل القضية، وإعادتها إلى الأمم المتحدة، وإطلاق عملية سياسية حقيقية، تستند إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وأن يبلور جدول زمني محدد، وآليات عملية للتطبيق من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 بما فيها القدس الشرقية، تعيش في أمن واحترام متبادل مع جميع دول المنطقة، وتساهم بجدارة في حفظ الأمن والسلام في المنطقة والعالم، وتعيد تضميد جراح أبناء شعبنا في الوطن والشتات، لأن في ذلك المدخل الحقيقي لمحاربة الإرهاب والعنف والتطرف”.
وأضاف عباس :”إننا مغروسون في هذه الأرض، في صخورها وترابها وجبالها منذ بداية الحضارة والكتابة واختراع الأبجدية الكنعانية الفلسطينية قبل أكثر من ستة آلاف عام”. وشدد الرئيس الفلسطيني على أن على “قيام منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، وانطلاق ثورتنا الفلسطينية في عام 1965، انعكاس لموروث حضاري قديم يتجدد في أجيالنا المتعاقبة”.