إيران أيضاً لن تسكت عنا، فقد أفشل التحالف العربي مخططاتها وحجم تطلعاتها، لهذا تعمل بشكل منظم على بث الشائعات، وهز ثقتنا بأنفسنا، وبث روح الفرقة والانقسام داخل مجتمعاتنا.
إيران هي التي فتحت بوابة العداء مع دول الخليج العربي، وهي التي زرعت الطائفية في كل البلاد العربية، وتدخلت من خلف الأستار في مجريات الأحداث في المنطقة، ولم تسمع المناشدات بتغليب المصالح العامة على الأطماع الضيقة، وتمادت كثيراً بعد الربيع العربي.
هي مثل الإخوان ظنت أن الفرصة مواتية لها وسط الفوضى، وتمددت عبر حرسها الثوري واستخباراتها، وتدخلت مباشرة في الصراعات الداخلية بالعراق وسوريا واليمن، ووصلت إلى إرسال قوات نظامية للقتال تحت راية الطائفية والمذهبية.
إيران انتشت، وأصابها الغرور، معتقدة بأنها قوية ومستقرة، وأن الآخرين ضعفاء مشتتون، ولكن الرجال وقفوا في وجهها، رجال هذه الأمة، أنها أمة أبية، صحيح أنها تضعف في بعض الأحيان، ويتكالب عليها الأعداء، ولكنها أبداً لا تسقط، ففي كل زمان يكون لها رجال، بهم تنهض، وتستحث الهمم، وتواجه الأخطار.
وتستعيد المبادرة، وقد استعاد رجال أمتنا المبادرة في مواجهة إيران، لحظة الإعلان عن عاصفة الحزم في اليمن، تحت قيادة المملكة العربية السعودية برز التحالف العربي، وقوات دولة الإمارات كانت ولاتزال ركيزة هذا التحالف، والملك سلمان والشيخ محمد بن زايد يختصران المسافة ما بين المواجهة والحزم والأمل والنصر.
إيران تهزم في اليمن، ويسقط مرتزقتها كل يوم في سوريا، وينكشف دورها الطائفي في العراق، وتدمر خلاياها في دول المغرب والمشرق العربي، وما عادت تملك غير آلتها الإعلامية المتشعبة، تطلق من خلالها الأكاذيب والإشاعات علها تحقق ما تتمناه من شق صف التحالف العربي وإثارة فتن جديدة، ولكنها لن تنجح، لأننا نعرف من نحن، ومن نواجه من الأعداء، وتحت راية من نقف.