لن يسكت عنا إخوان بديع ومرسي، سيستمرون في إطلاق الشائعات، وسيستغلون كل حدث مهما صغر حجمه أو قل تأثيره، وسيضخمون رواياتهم بأكاذيب تصنعها مخيلاتهم، هم حاقدون، كارهون، يبحثون عن أية وسيلة لينتقموا بها منا، لأننا كنا شرارة البداية التي قضت على أوهامهم، وأنهت أحلامهم، وإعادتهم إلى مكانهم، إلى مربعهم الذي يستحقون البقاء فيه، إلى دهاليز الظلام مطاردين ومشتتين ومنبوذين.
لقد ظنوا في لحظة أن الظروف أصبحت مهيأة لهم، وأن الأرض قد انبسطت أمامهم، والطريق أصبح سالكاً ليصلوا إلى السلطة، والسلطة في فكرهم مغنم، السلطة في فلسفتهم غاية، السلطة يسيل لها لعاب العابثين بأوطانهم، ولم يمانعوا أن تكون الطرق إلى القصور مفروشة بالسجاد الأحمر والورود أو غارقة في الدم الأحمر وبقايا الأجساد.
رجل واحد رفع يده في وجوههم، أراد أن يعيدهم إلى الواقع، ناقشهم ونصحهم، ثم أنذرهم، ولم يسمعوا النصح، ولم يستوعبوا التحذير، وتمادوا فكانوا بحاجة إلى موقف حازم بعد أن أغرتهم الأطماع، وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هو صاحب الموقف، يوم يسكت الجميع خوفاً من ذلك التيار الجارف الناتج عن تداعيات ربيع الشؤم في 2011، تستدعي العناية الإلهية من ينقذ أمة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» من براثن الذين يخادعون الله ورسوله، حاملاً راية الحق في وجه الضلالة وعبادة «الأصنام البشرية» فكان هذا الشيخ القائد حصناً منيعاً، وسيفاً قاطعاً، مؤمناً بمقدرات أمته، وحافظاً للأمانة تجاه وطنه، فاختصر الأمة في لحظة فارقة حاسمة، فأصبحت الأمة كلها متمثلة فيه.
الإخوان يقولون «لولا محمد بن زايد لتمكنا من حكم خمس دول عربية في 2013»، وشرفاء الأمة من الوطنيين في دول الربيع يقولون «لولا محمد بن زايد لكنا ما نزال نرزح تحت حكم الإخوان والمشانق معلقة على أسوار مدننا القديمة».
.. ولن تهزنا إشاعات الإخوان، فنحن نعرف من نحن وتحت راية من نقف.