بعدما استطاعت المملكة العربية السعودية أن تدخل كقوة ومحور جديد له تأثير في العملية السياسية العراقية من خلال تحريكها للإعتصامات والتظاهرات أمام المنطقة والخضراء – حصن المفسدين – وتمكنت من إدخال الشعب إلى داخل أروقة هذا الحصن, تمكنت إيران من الوقوف بوجه هذا التحرك السعودي بعدما جردت المتظاهرين والمعتصمين من قيادتهم ” مقتدى الصدر ” حيث هو الآن حبيس الإقامة الجبرية حسبما روجت له بعض الوكالات والمواقع الإخبارية هذا من جهة ومن جهة أخرى عززت أمن وحماية المنطقة الخضراء بالمليشيات الموالية لها مع إجراء تغيير في القيادات الأمنية المكلفة بحماية هذا المنطقة, بالإضافة إلى القيام بحملة إعتقالات لقيادات بارزة للمعتصمين, وكذلك ضرب مدينة الصدر ذات الغالبية الموالية لمقتدى الصدر بجملة من المفخخات حيث شغلت هذه المدينة بأمن منطقتهم وإبعادهم ولو لفترة محددة عن المنطقة الخضراء.
هذا الأمر جعل من المتظاهرين والمعتصمين وعلى الرغم من تهديدهم باقتحام المنطقة الخضراء مرة أخرى بعد انتهاء زيارة الإمام الكاظم ” عليه السلام ” جعلهم يتراجعون عن قرارهم ويكتفون بالتظاهرات مع بقية العراقيين في المناطق المخصصة للتظاهر – ساحة التحرير – ولم قدموا على خطوة تهدد البرلمان أو الحكومة وهذا ما فتح المجال أمام الكتل البرلمانية أن تعود وتمارس لعبتها القذرة من أجل الضحك على الشعب واستغلال اكذوبة التكنوقراط بما يتناسب ومصالح إيران الراعي الرسمي لأغلبية تلك الكتل والأحزاب.
وقد بين المرجع العراقي الصرخي هذا الأمر في استفتاء ” أميركا والسعودية وإيران….صراع في العراق ” حيث قال …
{{… القراءة الأولية للأحداث الأخيرة تشير إلى:
أ ـ إنّ التظاهرات والاعتصامات الأولى عند أبواب الخضراء كانت بتأييد ومباركة ودعم القطب الثالث الجديد المتمثّل بالسعودية ومحورها الذي يحاول أن يدخل بقوةٍ في العراق والتأثير في إحداثه ومجريات الأمور فيه، منافساً لقطبي ومحوري أميركا وإيران.
ب ـ أما الاعتصام الثاني للبرلمانيين فالظاهر أنه بتأييد ومباركة ودعم بل وتخطيط إيران لقلب الأحداث رأساً على عقب وإفشال وإبطال مخطط ومشروع محور السعودية وحلفائها، وقد نجحت إيران في تحقيق غايتها إلى حدٍّ كبير…}}.
وبالفعل الآن استطاعت إيران أن تجمع الكتل البرلمانية من أجل التصويت على الكابينة الجديدة التي اقترحتها على حيدر العبادي, حيث كشفت مصادر برلمانية عراقية, السبت، عن وجود وساطة إيرانية لعقد جلسة للبرلمان العراقي، للتصويت على الحكومة الجديدة وجاء ذلك بعد اللقاء الذي حصل بين رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري مع وزير الأمن الإيراني محمد علوي الذي وصل إلى العراق على رأس وفد إيراني من أجل ممارسة الضغط على القوى السياسية المختلفة والتقريب فيما بينها من أجل عقد جلسة البرلمان للتصويت على الكابينة الجديدة.
فما يقوم به أعضاء البرلمان الآن هو من أجل الضغط على العبادي وعلى باقي الرئاسات من أجل إجبارهم على الركون إلى إيران وترك الولاء والتعامل مع دول أخرى, والقبول بالوزراء – الكابينة الوزارية – المقترحة من قبل الكتل البرلمانية وهذا ما سبب ويسبب تلك الأزمات المتلاحقة في البلد, لذلك ومن أجل الحصول على نوع من الإستقرار الأمني والسياسي في العراق يجب أن تخرج إيران من اللعبة في العراق, وإلا فإن الوضع سيئول إلى الأسوأ, وخروج إيران من العراق لا يمكن إلا بتطبيق مشروع خلاص الذي طرحه المرجع العراقي الصرخي والذي دعا فيه إلى تدويل قضية العراق وأن يكون تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة وبالتعاون مع الدول العربية, وتوجيه قرار شديد اللهجة لمطالبة إيران ومليشياتها بالخروج من العراق, وكذلك حل الحكومة والبرلمان الحاليين وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد ويكون أعضاء هذه الحكومة من العراقيين الشرفاء غير المرتبطين بأجندة أو دول خارجية.