استعاد اليمنيون في حضرموت، شرق اليمن، حياتهم الطبيعية التي أفسدها تنظيم القاعدة بسيطرته على أجزاء كبيرة من المحافظة لنحو عام، قبل أن تعود إلى سيطرة الدولة.
وتمكنت قوات الشرعية مدعومة بقوات التحالف العربي، من استعادة المحافظة الغنية بالنفط، أواخر أبريل الماضي، في عملية عسكرية استهدفت أحد أهم معاقل القاعدة في اليمن، وقتل فيها نحو 800 من مسلحي التنظيم، فيما فر آخرون.
ويقول هاني، وهو أحد المدنيين المطلوبين للقاعدة، بسبب مناهضته له، إن “التنظيم كان يمارس بشاعته ضد الأهالي من خلال إصدار الأحكام بحق مدنيين مذنبين وغير مذنبين، وتنفيذ عقوباته أمام جموع المواطنين، دون أن يستطيع أحد الاعتراض على أحكامه”.
وأشار هاني، إلى أن “القاعدة وخلال فترة حكمه، فرض قوانين جديدة على المواطنين، مثل حظر الفن والغناء، والامتناع عن تعاطي نبتة القات، وغيرها من الضوابط، إلا أن ذلك زال مع زوال التنظيم عن حضرموت”.
لكنه أكد أن “الحياة باتت الآن طبيعية للغاية في مدينة المكلا عاصمة حضرموت، ووجود القوات العسكرية أصبح مطمئنًا وسط مجتمع مدني مسالم، يرغب في عيش الحياة بطريقته المحافظة دون قيود أو شروط تفرضها عليه مليشيات مسلحة”.
وأضاف أنه “مع حلحلة الوضع التنموي في المحافظة، افتتحت السلطات المحلية مطار الريان في المكلا، بعد أكثر من عام على إغلاقه، واستقبل خلال الأيام الماضية، طائرات محملة بالمساعدات لأهالي المدينة، وسط جهود كبيرة لإصلاح الأوضاع الصحية والتعليمية والخدماتية”.
من جانبه، قال مصدر من أمن مطار الريان، إن “استقبال المطار للطائرات الإغاثية العسكرية لا يعني بالضرورة أنه أصبح جاهزًا لاستقبال الطيران المدني، فالجهود مستمرة لتأمين المطار ونزع الألغام المزروعة فيه وتوفير بقية عوامل السلامة”.
وبين المصدر أن “المطار ربما يكون جاهزًا لاستقبال الطائرات المدنية خلال الشهرين المقبلين بسبب عمليات التأهيل والصيانة التي تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين”.
ويزور رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عبيد بن دغر، وبعض الوزراء، محافظة حضرموت، حاليًا، حيث وصلوا إليها الخميس الماضي، تزامنًا مع استهداف معسكر للجيش اليمني بعربات مفخخة قتل على إثرها نحو 13 جنديًا، وأصيب آخرون، في عمليات تبناها تنظيم داعش”.
واعتبر أن حضرموت “تعرضت لمؤامرة كبرى شاركت فيها قوى وأحزاب يمنية هدفت لإسقاط هذه المحافظة النفطية الغنية في أتون الفوضى حتى يستمر استثمار ثرواتها من قبل قوى النفوذ في صنعاء وهي ذاتها القوى التي تدير وتحرك عمليات القاعدة”.