المطلع على سيرة المصلحين على مر التاريخ ويتصفح سجل الأمم التي نهض بها أبنائها, نجد إن كل حركة إصلاحية تحتاج إلى مقومات ومقدمات وشروط منها الزعامة الوطنية الحقيقة المخلصة للوطن والشعب البعيدة عن أي توجه أو إنتماء لأي دولة أو جهة حتى وإن كانت هذه الدولة أو الجهة تنتمي لنفس المذهب أو الدين, والسبب في ذلك هو إن الإصلاح قائم على أساس تغيير واقع الأحوال الفاسدة والسيئة التي تعيشها الأمة وليس إصلاح ديني أو مذهبي لأن هذا النوع الأخير لا يقوم به إلا من هم أهل الإختصاص, وقد نجد إن بعض الحركات الإصلاحية قد حدثت بقيادة الزعامات الدينية لكن هذه الزعامات كانت تمتلك المقومات والشروط الأساسية لنجاح هذه الحركات وهي الحب والولاء للوطن والشعب وعدم التبعية لأي جهة أخرى.
فنجاح أي حركة إصلاحية يجب أن يحتاج لقائد وزعيم وطني مخلص, ليس زعيم من ورق أو عبارة عن حجر شطرنج بيد هذه الدولة أو تلك, لأنه سيكون عبارة عن أنبوب ناقل لإرادة الدول التي ترعاه وتسيره, وما حصل في العراق في الآونة الأخيرة من حراك يدعوا للإصلاح يفتقد للشرط الأساسي لنجاح عملية الإصلاح لأن القيادة التي دعت له معروفة بولائها الخارجي وطاعتها العمياء لإيران, فحتى بعد أن حاولت هذه القيادة أن تبتعد قليلاً عن هيمنة إيران إلا إنها لم تستطع أن تقاوم تهديدات ووعيد إيران ومليشياتها, فقررت هذه القيادة أن تغدر بمن صدق بها من أبناء الشعب وتركته ليلقى مصيره بالمفخخات والعمليات الإرهابية بينما هي تتلذذ بمغريات الدنيا في أروقة قم وطهران والأنكى من ذلك هو إن هذه القيادة لم تتوجه ببيان مواساة أو تعزية لضحايا العمليات الإرهابية التي طالت من هم يتبعونها ويعتقدون بأنها راعية الإصلاح, والكل يعلم ويتيقن إن ما حصل من عمليات إرهابية هي جاءت كردة فعل على خروج العراقيين عن إرادة إيران وساستها.
فالمصلح الحقيقي لم ولن يترك أبناء جلدته بين ضجيج المفخخات وغياهب المعتقلات ويلوذ بالفرار, والحركة الإصلاحية التي تبناها هي حركة فاشلة هذا في حال كانت حركة صادقة, أما واقع الحال فهو يؤكد إنها حركة جاءت نتيجة لرغبة دول خارجية وليس لرغبة الشعب, كما إن المصلح الحقيقي لا يمكن أن يكون ممن تلوثت يده بالفساد والسرقة والإختلاس ولسنوات طوال, فمثل هكذا شخص كيف يمكن أن يكون مصلحاً, وكيف له أن يقوم بالإصلاح بنفس الأدوات الفاسدة ؟!.
وعليه لا يمكن لأي حركة إصلاحية أن تنجح مالم يكن المصلح يمتلك الروح الوطنية والحب والولاء للوطن وهو الشرط الأساس في نجاح أي حركة إصلاحية وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في استفتاء ” اعتصام وإصلاح….تغرير وتخدير وتبادل أدوار ” …
{{… ـ ولكن يقال إنّ للإصلاح رجالًا وظروفًا وشروطًا ومقدّمات مناسبة، وواقع الحال ينفي وجود ذلك !! .
ـ ولا أعرف كيف سيتم الإصلاح بنفس العملية السياسية ووسائلها وآلياتها الفاسدة المُسَبِّبة للفساد؟! …}}.
وواقع الحال يُثبت لنا جميعا إن من يدعوا إلى الإصلاح الآن هو فاقد لشرط الحب والولاء للوطن ولا يستطيع أن يقدم على أي نوع من أنواع التضحية في سبيل وطنه وشعبه وأتباعه ومحبيه ولا يمكن له أن يخلع رداء العمالة والتبعية لإيران العدو اللدود لكل حركة إصلاحية في العراق, لذلك نقول من يعول على هذا المدعي للإصلاح والمتظاهر به, إنه واهم جداً, فلا إصلاح حقيقي بدون زعيم وطني.