نون والقلم

تواضع الفارس

كيف لا نكون سعداء، ولا نشعر بأننا نحتل المرتبة الأولى؟

كيف لا نفخر بأنفسنا وقد وهبنا الله أفضل النعم؟

مرت على خاطري هذه الأسئلة مساء أمس، بعد أن سمعت ما سمعت، فهذه الكلمات التي قيلت تستقر في القلب أولاً، ثم تنتقل إلى العقل فتحس بأنك أمام قاعدة ثابتة راسخة، وتخرج بقناعة تامة تفسر لك تساؤلات كانت بلا إجابات طوال العمر، وتتراءى لك خطوات البناء خطوة خطوة، فهذه هي الرؤية التي نهضت بنا، وأوصلتنا إلى المكانة التي نقف فيها.

في كل لقاء مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نكتسب الجديد، ونفهم الجديد، ونشعر بأننا أمام قائد استثنائي، قائد كما نراه يشارك في كل حدث، منذ أن كان الحدث فكرة، وحتى أنجز، وبعده بسنوات يكون تحت نظره ورعايته، وبتواضع هو ميزة قادة الإمارات، منذ زايد وراشد وحتى خليفة ومحمد بن زايد، يتحدث محمد بن راشد، يقول لضيوفه: »الكل يقول محمد فعل وأنجز، وهذا ليس بصحيح، فهناك من يقومون بالعمل، صحيح أنني أقود هؤلاء، ولكنهم الذين يتابعون، ويشرفون وينجزون الأفكار التي وافقت عليها وفكرت فيها«.

كيف لا يدخل مثل هذا الكلام إلى القلب؟ وكيف لا أخرج من ذلك اللقاء وأنا أكثر اطمئناناً على مستقبل الوطن والأبناء؟

الفارس يعطي كل ذي حق حقه، ومحمد بن راشد فارس، عندما يتحدث لا يسرح في الخيال، بل يرسم الواقع الحاضر والمستقبل، ويستند إلى »فرق العمل« كما قال، حفظه الله ورعاه، الفارس مقاتل، والمقاتل له جنده، حتى في البناء، لهذا الفارس جند يبني بهم أفكاره وأحلامه فيحولها إلى حقيقة.

نحن محظوظون لأننا نعيش في زمن قيادة تواضعت وأحبت فأنجزت، وتفوقت بوطنها وشعبها الذي بادلها الحب ومنحها الولاء.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى