لم يكن طموح الشابة العُمانية مها البلوشية بأن تصبح طيارة سهل التحقيق، فرغبة أهلها لم تكن تُشابه رغباتها، لذا فقد أكملت دراستها الجامعة بتخصص التسويق نزولاً عند رغبتهم، وبقي حُلمها بأن تصبح طيارة يدور في مُخيلتها.
وبالصدفة رأت البلوشية إعلاناً من قبل الطيران العماني يتيح لطلبة دبلوم التعليم العام التسجيل للالتحاق ببرنامج دراسة الطيران في أستراليا، ومباشرة بادرت بالتسجيل وتم قبلوها بعد استيفاء الشروط المطلوبة، وأصبحت بذلك مها البلوشي أول عمانية، في الطيران العماني، وقامت سلطنة عمان بترقيتها إلى وظيفة “طيار – ضابط أول” في الخطوط الجوية العمانية.
تحديات كثيرة واجهت البلوشية تحدثت عنها لوسائل إعلامية وقالت: “أصعب تحدٍ هو البداية من بعد رجوعي من الدراسة وتقبل المجتمع لفكرة أن امرأة تقود طائرة، باعتبار أن المجال مقتصر على الرجال لسنوات عديدة وكيف تأتي الآن امرأة، فكانوا محبِّطين لي لكن لله الحمد مع الوقت تقبلوا الواقع وأصبحت اليوم أمارس وظيفتي على مدى ثلاث سنوات ونصف بكل تفانٍ وفخر”.
وعن اللحظات الأولى التي تقود فيها الطائرة بمفردها دون مرافق، أشارت البلوشية “بعد أول شهر من التدريب بدأنا بطلعات تسمى السولو، وهذه عبارة عن إقلاع ودورة حول المطار ومن ثم الهبوط، الهدف منها هو التدريب على الإقلاع والهبوط، وهي من أهم المراحل خلال الطيران”.
وتضيف” بعد الشهر الأول وبعد انهائي طلعة سولو برفقة المدرب وأثناء توجهنا بالطائرة إلى حظيرة الطائرات سألني المدرب: هل أنت جاهزة للقيام بذلك بمفردك، كان إجابتي أعتقد ذلك، رد قائلاً: هذا لا يكفي، فأعدت الإجابة وقلت إنني جاهزة تماماً فترجل من الطائرة وأمرني بالطيران بمفردي، كانت لحظات لا تنسى مدى الحياة، طلعة السولو لا تستغرق سوى عشر دقائق لكنها كانت أطول دقائق في حياتي، ليس هنالك أي هامش للغلط”.