“الطفل” عالم كبير يطلعناً الأطباء والباحثون بدراسات ونتائج جديدة عنه تكشف سر من أسرار قد تكون احتارت حولها الأم، ونشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية بحثًا لعالمة النفس البريطانية الشهيرة “سو جيرهاردت” توضح من خلالة الأسباب التي تدفع الأطفال للبكاء.
ذكرت الصحيفة أن صوت بكاء وصراخ الطفل من أكثر 10 أصوات مزعجة، حيث إنها تنشط جزءًا رئيسيًا في المخ يعرف بـ”اللوزة” والتي تعمل ضمن أجزاء أخرى بمثابة مؤشر على التهديدات العاطفية، ومن هنا يتضح أن الأطفال الصغار يلجأون للبكاء من أجل الحصول على رد فعل واستجابة فورية للحفاظ على سلامة حياتهم.
وأوضحت “سو” أن الأطفال بالطبع لا يمكنهم الدفاع عن أنفسهم فهم مثل الكتاكيت التي تحصل على الطعام والماء والحماية والرعاية من آبائها، حتى تتمكن من تطوير وتنمية مهاراتها العقلية، وقد يكون بكاؤها دليلًا على حاجتها الضرورية للحصول على الطعام أو الحماية من خطر ما.
وأضافت الخبيرة النفسية أن الأطفال قد تحمل عدة رسائل تعبِّر عن احتياجها من خلال بكائها وصراخها وذلك بدءاً بالتذمر الهادئ ثم الحركات النشطة الغاضبة للجسم إلى أن تصل للصراخ العالي، فقد تقصد بذلك حاجتها للدفء أو البرودة أو الطعام أو ربما الحماية، وأحيانًا يعلنون عن شعورهم بالملل وعدم الراحة، ورغبتهم في المداعبة قبل النوم، كما أن الأطفال لديهم حس اجتماعي، وأنهم مهتمون بالحوار مع من يرعاهم، وبذلك يكون لديهم وعي شديد بالإشارات والرسائل التي تصدر عن آبائهم من خلال لغة الجسد ويميزون رائحة والديهم، فضلًا عن أصواتهم والطرق التي يحملونهم بها.
ويعرف الأطفال جيداص تأثير الابتسامة على والديهم في أوقات الاسترخاء والراحة، وأحيانًا يعبِّرون عن رغبتهم في التواصل من خلال بعض الإيماءات والحركات في الوجه و الجسم، ويعمل كل ذلك على زيادة الوعي الاجتماعي للأطفال.
ومن ناحية أخرى، أشارت “سو” إلى أن هذه المحاولات التي يبذلها الطفل للتواصل قد يكون لها تأثير قوي وفعال جدًا، حيث يقضي الطفل الرضيع حوالي ساعتين يوميًا في البكاء خلال الأسابيع القليلة الأولى من مولده، وعندما يتعثر على الطفل التواصل مع والديه والحصول على ما يطلبه يتصاعد البكاء أكثر وأكثر، بالتحديد هناك متاعب متكررة ومستمرة يتعرض لها الأطفال نتيجة الرضاعة الطبيعية قد تؤدي إلى ترسيخ سلوك معين للصراخ يعتاد عليها الأطفال للتعبير عن أنفسهم.
وأكدت “سو” أن الحالة النفسية والعاطفية للوالدين يكون لها تأثير على الطفل، حيث إن ذلك يساعدهم على الإحساس بطفلهما والتواصل بسرعة ملحوظة معه، كما أن الحالة الصحية للأم والظروف التي مرَّت بها الولادة يكون لها تأثير على المولود فإذا كانت عملية الولادة بسيطة وسلسة يكون الطفل في حالة صحية ونفسية أفضل ويكون لهرمونات التوتر والعصبية التي تتعرض لها الأم أثناء الحمل أثرها الضار على الطفل، حيث ينتقل كورتيزول الأم إلى المشيمة ويؤثر على الجنين، وفي هذه الحالة يكون الطفل سريع الغضب وأكثر ميلًا للصراخ.