نون والقلم

الحرية والأخلاق

دافعت وسأدافع عن حرية الرأي والتعبير عنه، ليس على المستوى المحلي فقط، بل أيضاً على المستويين الإقليــمي والدولي، وفي المقابل وقـــفت مع المـــواثيق الأخـــلاقية، وساندتها، وشاركت في إطلاقها واعتمادها، فالصحافة لها ميثاق أخلاقي، والإعلام المرئي والمسموع له ميـــثاقه الأخلاقي، والحرية لها قيـــودها الأخلاقية..

وهذا الكلام ليس بدعة ابتدعنـــاها، وليس قيداً اخترعناه، ولكنها القواعد الدولية التي استقر عليها العمل الإعلامي والنشر بكل أشكاله، منعاً للفوضى، واتقاء للشرور وتجــنباً للأضرار، فالكلمة مضرة بقدر ما هــي نافعة، والصورة قد تسيء قبل أن تفيد، وأي طرح لرأى أو فكرة بشكل علني لابد أن يلتزم بالقواعد، فالجمهور في العلنية لا يقتصر على فئة أو نخبة أو جنس أو عمر..

وهناك المباح وغير المباح عندما يكون من بين الجمهور أطفال وقاصرون، وهناك المسموح والممنوع عندما تكون المرأة حاضرة أو مستهدفة، وهناك ما يقال وما لا يقال من ألفاظ وعبارات وتلميحات وإسقاطات وإيحاءات، وهناك مراعاة لاختلاف الثقافات والمقدرة على الفهم، فإذا كنا نتحدث عن لغتنا فهي زاخرة بالمعاني، ويمكن أن توصل الفكرة لمن يستحقها دون أن تعتدي عليه، فالكلمة الخادشة عدوان، ونزع الحاجز الأخلاقي عدوان، والخروج على الذوق العام عدوان، وجرح المشاعر عدوان، والدفاع عن العدوان عدوان.

الذين اعترضــوا علــى محتــوى كــتاب ليــسوا مــــن كوكب آخر، والذين رفضوا ندوة حـــوارية بعنوان موجه ليسوا متزمتين أو متشددين، هم أنفسهم الشباب الذين نتغنى بهم، شباب «تويتر» و«فيس بوك»، كلهم تحدثوا بأسمائهم، ولم يكن بينهم «مندسين» من جماعات الإرهاب الفكري والسياسي، هــؤلاء ما كانوا يحرضون، وما كــــانوا يضغـــطون، وما كانوا يفرضون إرادتهم على أحد، بل كانوا يدافعون عن قيمهم.

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى