ما الحكمة من كثرة صيام رسول الله صلي الله عليه وسلم في شهر شعبان أكثر من غيره من بقية الشهور؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عزت عطية الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر يقول: – كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يستعد للأوقات الفاضلة بكثرة العبادة والتوجه إلي الجو الديني وتوجيه الناس إلي متابعته في ذلك من غير أن يشق عليهم بالإلزام بما يلزم به نفسه خوفًا من أن يفرض عليهم ما لا يطيقون الاستمرار عليه وحرصًا علي نجاتهم في الآخرة بعدم الوقوع فيما هو محظور وما يحاسبون عليه.
وشهر شعبان بين رجب ورمضان وكلما قربت الأيام من رمضان تغير الجو المحيط بالمسلم استعدادًا للصيام والقيام والإكثار من العبادة والطاعة وبما أن الأيام قد طالت بعيدًا عن الاستغراق في العبادة في رمضان فإن تنشيط النفس للصيام وبكثرة النوافل من الصلاة والصدقة وقراءة القرآن وذكر الله تعالي وغير ذلك من الطاعات يجعلهاپتألف هذه الأمور الخيرة بحيث يجئ رمضان وقد تطوعت النفس لأمور الخير وابتعدت عن أمور الشر.
ومن هنا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يكثر من الصيام في شعبان استعدادًا لرمضان وكانت أمهات المؤمنين وبخاصة عائشة تدخر شعبان لقضاء مافاتها من رمضان بسبب الحيض الذي لا يجوز معه الصيام وسئلت لماذا تؤخر قضاء الصيام إلي شعبان فعللت بذلك بالشغل برسول الله صلي الله عليه وسلم وفي شعبان تحولت القبلة إلي البيت الحرام.
مما يذكر استمرار الرعاية الإلهية فيما يتصل بأحكام الشرع كالصلاة إلي أن استقرت علي الوضع الدائم وهو مايعطي صورة واضحة عن تجرد التشريع وتسجيل مراحله. مرحلة مرحلة وعدم الاكتفاء بذكر النتائج دون المقدمات ليظل المسلم حيًا مع التوجيه الإلهي في مراحله منذ صدر الإسلام إلي الآن فكأنه مع الصحابة في تجدد التشريع وترقب الأحكام.
والله أعلم
57 دقيقة واحدة