الكتابة مسؤولية عظيمة، أمانة، وواجب لمن يقدر عليها ويقدرها، واجب تجاه الله والوطن والمجتمع.
الكتابة ليست مقدرة على تسويد صفحات، وليست مجموعة من «الهلوسات»، وليست مطلباً للشهرة، وليست تفاخراً، ولا تستوي مع الغرور والكبر.
الكتابة كلمة، والكلمة النافعة تحتل رأس القلم، ومكنون العقل، ولب الفؤاد، أصلها ثابت وفرعها في السماء، الكلمة الطيبة صدقة.
الكتابة العامة، عبر صحيفة أو من خلال كتاب، عندما تخرج من يد الكاتب تتحول إلى سلاح، والسلاح إما أن يكون مدافعاً عن الحق فينفع الناس، وإما أن يكون خارجاً على الحق فيضر الناس.
الكتابة رأى، والرأي ملزم لصاحبه، لا يفارقه وإن تنصل منه، ولا يبرئه إلقاء اللوم على الآخرين، فالذين يمنحون التراخيص لم يكتبوا، وربما لم يفهموا، والذين طبعوا ونشروا لا يقرأون ولا يفقهون في النوايا وخبائث النفوس، فإن كانوا يتحملون شيئاً من المسؤولية يكون غالب الخطأ وأعظمه على عاتق ذلك الذي كتب دون رادع من ضمير أو مانع أخلاقي.
الكتابة تستند إلى أخلاق وتتزن بها، وأيضا تتزين بها، ولأنها تصل البيوت دون استئذان، وتقع تحت أنظار مختلف فئات المجتمع دون أن يسعوا لها، أو عليها، أي على الكتابة أن تكون محترمة، وأن تحترم من سيتلقونها.
والكتابة لم ولن تكون في مجملها إبداعاً، والكتب ليست كلها تنويراً للمجتمع، ومن يقول عكس ذلك مخطئ، فهناك كتابة تدخل في خانة الإسفاف، وهناك كتب لها مفعول يهدم ويدمر أركان المجتمع.
أقول لكم.. إثارة الغرائز ليست إبداعاً.