نون لايت

«سقيا الماء».. مبادرة إماراتية تروي عطش العمال

تناولت صحيفة “ذا ناشونال” الإماراتية الناطقة بالإنجليزية مبادرة مجتمعية بعنوان “سقيا الماء” يشارك فيها المئات في دبي، حيث توزع عبوات الماء والمناشف المرطبة على العمال لمساعدتهم في قضاء أيام عملهم الحارة تحت أشعة الشمس.

وحسب المنظمين فإن مبادرة “سقيا الماء” ليس مجرد عمل خيري، بل تشجيع على تفاعل العمال مع باقي أفراد المجتمع تحت رعاية منظمة “سايمنيس بروجكت” الشبابية في مدينة دبي.

وقالت لينا نحاس إحدى مؤسسي المشروع، “إن المبادرة نمت من مجموعة صغيرة تضم حوالي 10 متطوعين عام 2011 يوزعون ما لا يزيد عن 100 عبوة ماء. بينما تقوم حالياً بتوزيع ما يزيد عن 10 آلاف عبوة، بفريق يضم أكثر من ألفي متطوع يشارك 200 – 800 منهم في كل فعالية.

وأضافت لينا “على الرغم من أن الاسم قد يوحي بذلك، إلا أن المشروع لا يتمحور حول موضوع المياه.. إن عملنا لا يقتصر على توزيع المساعدات.. يمكن لأي شخص فعل ذلك.. إننا نسعى للتواصل مع جزء كبير من المجتمع وأن نتشارك معهم اللحظات ونعطيهم قطعة قماش (منشفة) تحوي رسالة لتساعد المتطوعين على بدء محادثة معهم”.

ويلتقي المتطوعون يوم السبت خارج بوابات مدارس الكلية الأمريكية حيث يزودهم المنظمون بلمحة عن المشروع وأهمية عملهم التطوعي.

بعد ذلك، يختار المتطوعون موقعاً للتوزيع بين الغصيص إلى جبل علي، ثم يحملون عبوات الماء والمناشف التي تحمل كلمة “شكراً لك” بالهندية والأردية والمالايالامية والتغالوغ والعربية والإنجليزية.

وحسب الصحيفة، اكتسب المشروع زخماً وشعبية في السنوات الأخيرة، كما جذب عدداً من الرعاة، مثل شركة بيبسي التي قامت بتوفير شاحنتين وأكثر من 10 آلاف عبوة ماء وما زالت ترعى هذه المبادرة منذ 3 سنوات.

من جانبه قال نائب رئيس الاتصالات لمنطقة آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة بيبسي الراعية هيو جيلبيرت “يتمحور هدف هذا المشروع حول بناء علاقات داخل المجتمع.. وأنا سعيد جداً بوجود هذا الكم الهائل من الناس وبقدرتنا على تأمين ما يكفي من الماء لتلبية الطلب”.

كجزء من المبادرة وفريق المتطوعين، قام سريرام راغافان البالغ من العمر 10 سنوات بتوزيع عبوات الماء مع والده في منطقة كرامة في دبي. وتعرف سريرام الذي يدرس في مدرسة ديلهي الخاصة على مشروع “سقيا الماء” من خلال مشروع خيري آخر تطوع فيه أيضاً، يدعى جرين هوب الإماراتي.

يقول سريرام للصحيفة “لقد أتاحت لي هذه الفرصة تجربة العمل الشاق الذي يمثل واقع هؤلاء العمال اليومي. لقد حاولت المساعدة وكنت لطيفاً معهم وتعلمت الكثير من هذه التجربة”.

إلى ذلك، يتفاجأ بعض العمال ويصابون بالحيرة في البداية عندما يقترب منهم المتطوعون، ولكن سرعان ما تختفي هذه الحيرة بعد أن يشرح لهم المتطوعون الأمر. وخلال أحد جولات التوزيع، قال أحد عمال التوصيل الذي بدا سعيداً بتلقيه الماء والمنشفة أثناء عبوره من منطقة جميرة “إن الجو حار اليوم ولكنه سيصبح حاراً أكثر في تموز وآب”.

وتشير نحاس إلى أن المتطوعين يقومون بثلاث إلى أربع دورات سنوياً، ولكنهم ينوون زيادة عدد الدورات في حال حصلوا على المزيد من الرعاة والممولين، مضيفة “أن المشاريع التي تقوم على أساس التعاطف آخذة بالنمو بسرعة الضوء في جميع أنحاء العالم. ويمكننا أن نرى أن مجتمع دبي متعطش للمشاركة في مثل هذه المشاريع. إن الحقيقة هي أننا لا نستطيع الحديث عن التسامح أو السعادة أو التمكين حتى تبدأ قلوبنا بالتعاطف مع الآخرين. وهذا هو هدف مشروعنا” وأكدت أن الدورة القادمة من مشروع “سقيا الماء” ستبدأ في اليوم الذي يسبق شهر رمضان الكريم بعد شهر.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى