نون والقلم

عيون وآذان (ترامب أقل حمقاً من بوش الابن)

دونالد ترامب فاز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة قبل آخر انتخابات تمهيدية في كاليفورنيا الشهر المقبل. هو مرشح نموذجي، فشهرته أنه انعزالي يريد بناء سور على الحدود مع المكسيك بأموال مكسيكية، ويريد منع المسلمين والمهاجرين من دخول الولايات المتحدة، إلا أنه يريد في الوقت ذاته أن يعيد عظمة أميركا لتقود العالم.

على رغم ما يبدو من التناقض في تصريحاته يظل أفضل من جورج بوش الابن آخر رئيس جمهوري، أو كارثة، فقد أدخل بلاده في حروب أسبابها لفّقَت عمداً، وانتهى سنة 2008 بأزمة مالية أميركية وعالمية.

على سبيل التذكير، أختار اليوم من أقوال بوش الابن ما يجعل الناخب الأميركي أقل قلقاً من احتمال أن يصبح ترامب رئيساً.

بوش الابن قال إنه لو كانت الولايات المتحدة ديكتاتورية لكان حكمها أسهل شرط أن يكون هو الديكتاتور، وزعم أنه عندما يتكلم عن الحرب فهو يتكلم عن السلام وقال: أنا رئيس حرب، وإن أهم الأشياء له هو أن يتذكر أهم الأشياء، وإنه إذا كان يعرف ما يؤمن به يصبح الرد على الأسئلة أسهل. بل إنه قال يوماً: نحتاج إلى وقت حتى تعود الفوضى، وشوَّه قولاً قديماً لجورج واشنطن بالقول: تستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت، ويجب علينا أن نركز على هؤلاء الناس.

أحتفظ بمراجع عن المناسبات التي قال فيها الكلام السابق وسأكمل بكلام آخر له، أيضاً عندي مراجعه:

– لا تهمني استطلاعات الرأي العام. أنا أعمل ما أعتقد بأنه خطأ.

– أعرف أن البشر والسمك يستطيعون التعايش بسلام.

– نُبّهتُ إلى أن تلوُّث الجو يلوِّث الجو.

– من أجمل ما في الكتب وجـــود صور جميلة جداً.

– الناس الغريبو الأطوار يستطيعون ملء مراكز حساسة، ويؤثرون في مجرى التاريخ.

– جرى تطوير كاميرات يمكنها التفريق بين قنفذ وقنبلة.

– أنتِ تعملين في ثلاث وظائف؟ هذه صفة خاصة بالأميركيين. إن عملك هذا مذهل. (قال هذا الكلام لأم مطلقة لها ثلاثة أطفال في اوماها بولاية نبراسكا في 4/2/2005(.

– أقول إنك إذا قلت إنك ستعمل شيئاً ولم تعمله هذا دليل على الثقة بكلامك.

– هناك ثقة متبادلة أراها عندما يقترب مني مواطن ويقول: لا أريدك أن تخذلني مرة أخرى (قال هذا الكلام في بوسطن في 3/10/2000(.

أستطيع أن أزيد من نوع المادة السابقة ما يملأ كتاباً، والواقع أن هناك كتباً عن أخطاء بوش الابن تجمع بين المضحك والمؤلم إذ تذكرنا بأن القائل رئيس آخر دولة عظمى في العالم، وأن المحافظين الجدد جاؤوا به إلى الحكم ليحكموا باسمه ويقتلوا مليون عربي ومسلم خدمة لإسرائيل.

أخطاؤه في اللغة لا تُتَرجَم إلى العربية، إلا أنها كانت شبه يومية، وهو قال بعد فوزه بالرئاسة كلمة لا توجد في قاموس الإنكليزية ربما أترجمها بتصرف إلى: هم أخطأوا عندما أساؤوا التقليل من قدرتي.

لا أزعم أن دونالد ترامب عبقريٌ أو أهلٌ للثقة أو خبير في السياسة الخارجية أو ضليع في القانون. لا أزعم هذا أبداً، وإنما أقول إن القارئ وأنا وترامب أفضل من جورج بوش الابن، ومن الممثل التيرسو رونالد ريغان قبله.

أخبار ذات صلة

Back to top button