حدث أنه كان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب كان يوجد بائعين اللبن الذين كانوا يخلطون اللبن بالماء، واشتكى الناس من هذا فأرسل عمر ابن الخطاب بعدم جواز خلط اللبن بالماء وان من يقوم بفعل ذلك سوف يلقى عقاباً منه.
وفي ليلة ما خرج عمر من أجل أن يتفقد أحوال رعيته وقرر ان يستريح بجانب بيت ما، فسمع فيه أم تقول لابنتها اخلطي اللبن بالماء، فقالت الفتاة لأمها: يا امي لقد حذر الخليفة عمر ابن الخطاب من ذلك الفعل وصرح أنه سيعاقب من يفعل ذلك، فقالت الام لابنتها: اخلطي اللبن بالماء في مكان لا يراه عمر او احد من رجاله يا ابنتي، فأجابت الفتاة: يا امي إن كان عمر لا يرانا فإن الله تعالى يرانا.
فأُعجب الفاروق عمر بتقوى هذه الفتاة وحرصها على عدم معصية الله وعندما رجع جمع أولاده وقال لهم من منكم يحتاج إلى زوجة صالحة فقال عبد الله: أنا لي زوجة، وقال عبد الرحمن: أنا لي زوجة، وأجاب الثالث عاصم زوجني بها يا أبتاه فإنني ليس لي زوجة.
فأرسل الفاروق عمر إلى هذه الفتاة لكي يزوجها من ابنه عاصم وولدت هذه الفتاة بنتاً وهذه الابنة هي أم عمارة بنت سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي والتي أصبحت فيما بعد أماً لعمر ابن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين، وسيذكر التاريخ دائما خوفها من الله وتقواها.