نون والقلم

دونالد ترامب «الرئيس» لن يُكمِل ولايته !

أجبت المسؤول السابق الكبير جداً نفسه في «الإدارة» الأميركية المهمّة نفسها داخل الإدارة الأميركية، الذي كان له تعاطٍ مع العالم العربي والإسلامي، قلتُ: أنت أعرف بها مني. وردّ: دعني أخبرك نكتة. بعدما عُيِّن بيل بيرنز نائباً لوزير الخارجية الأميركية زار سوريا وأذربيجان. بعد عودته زارني وقال لي: «لك عندي خبران واحد جيِّد وآخر سيّئ».

سألته «ما الجيِّد؟» أجاب: «رئيس كل منهما أي بشار الأسد وعليّيف يُحبّك». وما السيئ؟ أجاب: «الرئيسان ديكتاتوريان». في سوريا نحن أي أوباما لا سياسة عندنا». علّقتُ: في إحدى جلساته مع مستشاريه قال لي صديق أن أحدهم طرح موضوع ليبيا مقترحاً إقدام أميركا على تشكيل قوّة مشتركة تكون هي جزءاً منها بنحو 20 ألف ضابط وجندي تُنهي القذافي وتؤسّس جيشاً وتنزع معه سلاح الميليشيات وتساعد الليبيّين لبناء دولة.

رفض ذلك ولم يصغ. علّق: هو دائماً كذلك لا يصغي. حديثه للصحافي غولدبرغ يعطيه المسؤول أو رئيس الدولة عادة بعد انتهاء ولايته وخروجه من السلطة. أعطاه قبل سنة تقريباً أو أقل من انتهاء ولايته الثانية، ويعني ذلك أنه محشور. على كلِّ كان يجب أن يفعل شيئاً في سوريا وأن يترك للرئيس الأسد في الوقت نفسه مخرجاً. لم يفعل شيئاً. أُنظر ماذا فعل بوتين. بكلفة بسيطة ثبّت الأسد في «سوريا المفيدة»، ثم بدأ مع الآخرين استهداف «داعش» وأشباهه.

علّقت: قرأت اليوم في صحيفة «الواشنطن بوست» أن ستة أشهر من الحرب في سوريا كلّفت روسيا 500 مليون دولار، وأن هناك دولاً الآن تدرس تقديم طلبات لها لشراء أسلحة منها تراوح قيمتها بين 5 و7 مليارات دولار. وغالبيّة هذه الدول من منطقة الشرق الأوسط. علّق: «نعم هذا صحيح. إلى ذلك فإن الدول العربية أو الأنظمة تقول في سرِّها ولبعضها بعضاً: أُنظروا. أميركا تترك حلفاءها وتتخلّى عنهم ولا تساعدهم وروسيا تُساعد حلفاءها». علّقت: صحيح هذا الأمر. لكن تعرف الدول العربيّة أو يجب أن تعرف أن روسيا تُساعد بحدود. ذلك أنها لم تعد دولة عظمى ولا قادرة على العودة دولة عظمى. هناك دولة واحدة قد تصبح دولة عظمى في يوم من الأيام.

قال: هي الصين. جون كيري يعمل كـ«سيناتور» (عضو في مجلس الشيوخ) وليس كوزير خارجية. ولذلك فإنه يغيِّر ما يقوله أو بالأحرى يعدِّل فيه تبعاً لمن هو محاوِرُه. انه نشيط ومتحرك. لكن الرئيس أوباما لا يراه كثيراً. يتركه يسافر ويحاول. فاذا رأى أو لمس أن هناك فائدة ترجى من حركته يتحرَّك هو. كيري ذكي لكنه ليس بكفاءة نظيره الروسي سيرغي لافروف وذكائه.
ولافروف manipulates كيري أي يؤثر فيه أو يتلاعب به. قال لي مسؤول كبير صار سابقاً الآن: في كل مرة كنا نتفاوض مع وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف ولا سيما في عُمان وكنا نقترب من الهدف أي إلى مسافة 50 متراً منه، كان يصل كيري ويبدأ التفاوض والحوار والنقاش من جديد. وعند عودته إلى واشنطن كنا نجد أننا ابتعدنا عن الهدف حوالى 200 متر. سأل المسؤول السابق الكبير جداً نفسه عن الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة؟ أجبتُ: لا أعتقد أن الجمهوري دونالد ترامب سيربح. لكن هل يمكن أن يكون الذين يؤيّدونه ساذجين أو أغبياء؟

علّق: 70 في المئة من صفات ترامب سيّئة. ولا يصلح على الإطلاق لكي يكون رئيساً لأميركا. وترشيحه رسمياً قد يُسهِّل فوز هيلاري كلينتون الديموقراطيّة بالرئاسة، إلاّ إذا لم تُكمِل نشاطها الكثيف أو إذا لم يكن الإقبال على التصويت كثيفاً. وهذا أمر ممكن. وإذا حصل المستحيل وفاز ترامب فأنا أعتقد أنه لن يستمر رئيساً، أي لن يكمل ولايته سيتعرض إلى Impeachment أي إلى محاكمة في الكونغرس سواء بتهمة التقصير أو عدم الجدارة أو أي تهمة أخرى.

ماذا عن عُمان وقطر سألتُ. أجاب: «دور عُمان جيد. لكن سلطانها مريض ولم يعيِّن خلفاً له. فيها مجلس من 5 أعضاء يدير الأمور. ماذا لو اختلفوا بعد وفاته؟ لذلك نخشى عليها. علماً أن وليّ عهد الإمارات قد يلعب دورها إذا فقدته هي. أما قطر فأعتقد أن استضافتها كأس العالم لكرة القدم في خطر. وهي تريد أن تصبح «سنغافورة» الخليج».
ماذا في جعبة مسؤول سابق عمل كثيراً على عمليّة السلام الشرق الأوسطيّة وعلى غيرها؟

أخبار ذات صلة

Back to top button