سلط موقع “ميدل إيست آي” البريطاني الضوء على العلاقات بين إيران وحلفائها، بعد تنسيق إيران مع طالبان في مواجهة داعش، مما أدي إلى توتر العلاقات وإثارة العداوة بينها وبين حلفائها من قبائل الهزارة الأفغانية.
ولا يخفى للمراقب للشأن الإيراني، أن العلاقة بين الهزارة وإيران تطورت وتوطدت في السنوات الأخيرة، ففي الوقت الذي اختارت فيه كل القوى القومية الأفغانية العمل مع الولايات المتحدة، إثر الغزو الأمريكي عام 2001، استمر بعض الهزارة في العمل مع إيران، التي تمول بعض نوابهم، وتدفعهم لتبني مواقف معادية للغرب.
وكانت إيران عملت على دعم جماعات المجاهدين الأفغان، الذين يتحدثون الفارسية مثل الهزارة، ضد الاحتلال السوفييتي، في ثمانينيات القرن الماضي، ثم ضد طالبان بعد ذلك.
ومن مظاهر الامتداد الإيراني في أفغانستان، والعلاقات مع الهزارة خاصة في مدينة كابول، بينت الكاتبة لايجا ليوهتو أن طهران قامت ببناء مدرسة في 2006، تتميز بالقباب والأقواس على النمط الفارسي، كما يتم تخريج النساء منهابالشادور الإيراني الملون بدلًا من البرقع الأفغاني.
كما يتمثل الامتداد الإيراني في أفغانستان، بانتشار المكاتب السياسية الإيرانية، وكذكلك أئمة الوعظ الشيعي، إضافة إلى وجود قومية الهزارة التي تتحدث الفارسية، وتمثل أكبر أقلية شيعية بأفغانستان، بما يتراوح بين 10- 20 % من عدد السكان، وفق آخر إحصاء عام 1979.
لكن الاستياء وتوتر العلاقات بين إيران وحلفائها الهزارة، طبقا لتقرير “ميدل إيست آي”، بدأ يزداد ويتعاظم لمحاولات طهران كسب ود طالبان على حساب حلفائها، وذلك بهدف متابعة نمو داعش في أفغانستان.
ومن أسباب التوتر بين الطرفين، قيام إيران بإرسال اللاجئين الأفغان للقتال في سوريا، بالرغم من أن ذلك ضد رغبتهم.
في ذلك، تحدث تقرير صادر عن “هيومن رايتس ووتش”، يشير إلى أن إيران تستغل شباب الهزارة الفقير، وترسلهم للقتال في سوريا بجانب قوات الأسد، مقابل وعود بالمال وحقوق إقامة دائمة.
لكن إيران تنكر ذلك، زاعمة أنها قدمت دعما غير رسمي للمتطوعين، مثل لواء الفاطميون الأفغاني، للدفاع عن الأماكن الشيعية بسوريا والعراق.
ووفقا للموقع البريطاني، يتحدث عدد كبير من الهزارة، بأنهم على علم بشاب أجبر على الذهاب للقتال في سوريا، حيث كان مسافرا للعمل في إيران، وقد تم إخبار عائلته لحضور جنازته، بعدما قتل في سوريا.
الأمر الذي دعا سكرتير حزب وحدت إسلامي مردم أفغانستان المؤيد لإيران، إلى التصريح بأن إجبار الهزارة على القتال أمر مخالف لحقوق الإنسان، مطالبا السلطات الأفغانية التحقيق في الموضوع.
بالرغم من ذلك، يرى العديد من ساسة الهزارة، خطورة شديدة في القرب من إيران، لكنهم يرون ضرورة الإبقاء على بعض الروابط، في الوقت نفسه إصلاح العلاقات مع طالبان، وطلب الحماية منهم نتيجة خطر داعش المتزايد على وجودهم ومصالحهم.