نون لايت

الاحتباس الحراري.. يفضح حروب التاريخ

فضح الاحتباس الحراري أكثر مما نعتقد، فهو لا يفضح سعي الإنسان اللامسؤول في تدمير بيئته ومحيطه فقط، بل أيضا ما حاول أن يخفيه عبر التاريخ.

ففي أقصى شمال إيطاليا على ارتفاعات تتجاوز 2000 متر، بدأ الجليد نتيجة الاحتباس ينكمش، ليكشف عن جثث متجمدة لجنود الحرب العالمية الأولى، التي تروي حقبة مظلمة من التاريخ البشري.

هؤلاء ضحايا “الحرب البيضاء”، التي اندلعت بين القوات الإيطالية وغريمتها النمساوية – المجرية، في الفترة ما بين 1915 و 1918.

“كثير منهم شبان في عمر الزهور”، هكذا وصفهم عالم الآثار البارز، فرانكو نيكوليس.

وفيما أوردت مجلة ناشيونال جيوغرافيك، ذكر فرانكو أنّ مذكراتهم وخطاباتهم غير المُرسَلة ظلت تُكتَشف منذ تسعينيات القرن العشرين. ويضيف: “إنّي لأفكر في الأمهات اللواتي لم يرين أبناءهن قط”.

ويقوم عالم الأنثروبولوجيا الجنائية، دانيال غاوديو، بإخضاع الجثث للتحاليل المخبرية، قبل أن تقوم إيطاليا بإكرام الجثامين ودفنها على نحو لائق.

لكن غاوديو يواجه صعوبة في تحاليله، حيث يوضح أن آثار الحمض النووي وحدها – من دون الوسم التعريفي للجنود – لا يمكنها أن تنسب جثةً ما إلى عائلة بعينها.

ومع استمرار انحسار الجليد على كوكب الأرض بشكل متواصل، تضل الفرصة كبيرة في الكشف عن المزيد من الجنود، وعن فضح حقبات في التاريخ.. “حيث يمكن للمرء أن يستشعر أجواء الحرب البائدة وكأنها ما زالت مستمرة” على حد تعبير نيكوليس.

أخبار ذات صلة

Back to top button