دعت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إلى مناقشة الوضع الإنساني في سوريا، وذلك خلال إحياء الذكرى السنوية لمحرقة الهولوكوست في مبنى الكابيتول الأمريكي، وطالبت في الوقت ذاته بوضع حد للأزمة الإنسانية في البلاد.
دعوة الصحيفة الأمريكية، جاءت فيما يبدو في إشارة منها للمقارنة بين محرقة الهولوكوست، ومحرقة سوريا، التي تعد أكبر الأزمات الإنسانية منذ الحرب العالمة الثانية، وعلى اعتبار أن ما يحدث في سوريا من حرق لأجساد السكان عبر البراميل المتفجرة والقذائف الصاروخية التي يطلقها النظام السوري، يمكن تسميته بالمحرقة أيضا.
والهولوكوست، هي إبادة جماعية قتل فيها ما يقرب من ستة ملايين يهودي على يد النظام النازي لأدولف هتلر والمتعاونين معه، وذلك من الفترة 1941 حتى 1945.
وفي مقال رأي، نشر على صفحات صحيفة “واشنطن بوست” الأربعاء، ذكرت أن “عدد المصابين والقتلى في سوريا في ازدياد، ورغم تحمل العديد من الجهات المسؤولية عن سقوط هؤلاء الضحايا، إلا أن بشار الأسد، يتحمل النصيب الأكبر من مسؤولية سقوط هؤلاء الضحايا”.
وبينت الصحيفة أن “قوات نظام الأسد، أقدمت على حيث قتل ما يزيد عن 300 ألف سوري، ثلثهم مدنيون، فضلاً عن تشريد أكثر 11 مليون لاجئ منذ العام 2011، أي أكثر من نصف سكان البلاد.
وفي معرض مقارنتها بين الهولوكوست والوضع في سوريا، رأت “واشنطن بوست” أنه بالنظر إلى التاريخ نجد أن أرقام القتلى في سوريا لم تكن صادمة، مقارنة بضخامة الأرقام التي سقطت في محرقة الهولوكوست”، منوهة إلى أنه “في العدد ذاته من السنوات، قتل هتلر من اليهود أكثر من 50 ضعف أعداد المدنيين الذين قتلوا في سوريا”.
في الإطار، تشير الصحيفة إلى وجود اختلافات قائمة بين الهولوكوست والوضع السوري، وذلك عبر منافذ وأبواب مفتوحة، تسمح بعدم تكرار محرقة الهولوكوست.
وفي ذكر أولى هذه الاختلافات والتباينات تقول الصحيفة إنه “على النقيض من محرقة اليهود، فهناك أبواب مفتوحة لإنقاذ السوريين، فبينما لم يتمكن سوى حوالي 500 ألف يهودي من الفرار من أوروبا خلال الهولوكوست، فإن نحو 4 مليون سوري فر خارج البلاد”.
وواصلت الصحيفة في ذكر الاختلافات بين أزمة سوريا والهولوكوست، إذ اعتبرت أن “سوريا اليوم ليست ألمانيا، في العام 1941، فسوريا دولة فقيرة، صغيرة ضعيفة ليس لديها أصدقاء بين جيرانها، في حين أن أقرب حلفائها روسيا وإيران، يبعدون عنها مئات الأميال”.
وأردفت الصحيفة في السياق نفسه، أنه “على الرغم من التقاء المصالح السورية والروسية والإيرانية، وتنظيم داعش، لجعل البلاد منطقة خالية من وسائل الإعلام، إلا أن العديد من الأدلة ظهرت من شهادات الضحايا، والتغطية الصحفية وتقارير المراقبين الدوليين، ما لا يدع مجالا للشك، أنه تم ارتكاب فظائع وجرائم بحق الإنسانسة في سوريا منذ العام 2011”.
واختتمت الصحيفة مقالها، بالإشارة إلى مواقف قادة الغرب التي وصفتها بـ”المعيبة” بقولها”الأهم من ذلك كله، هو قدرة قادتنا المعيبة، وفشلها في وقف أو حتى المحاولة لوقف ما يحدث من جرائم وفظائع في سوريا، حتى أنه يبدو أن الألمان ينظرون إلى ما يحدث في سوريا بعين اللامبالاة”.