نون والقلم

لا عواطف في لعبة الأمم.!

والناس يشاهدون المعارك الجارية هنا وهناك، وسفك الدماء العربية وانتهاك الاعراض وقتل الاطفال وقصف المستشفيات وهدم المساجد تجيش بها المشاعر النبيلة والعواطف الصادقة.
هذه العواطف مع أهميتها الوجدانية وقيمتها الانسانية، الا انها ــــ ومع الاسف الشديد ــــ لا تعادل شيئا في قواعد اللعبة الدولية التي تخطط للحرب والسلم!
من يرسم ويخطط لهذه الحروب المأساوية لا ينظر الى ما تؤول اليه الامور من سفك للدماء وتشريد للابرياء وهدم للبنى التحتية.
لذا، فمن السذاجة بمكان حين يتكلم بعض الناس بعواطفهم وينظرون الى الحروب من خلال البعد الانساني، ويطالبون الدول الكبرى بالتدخل المباشر لإيقاف سفك الدماء، الذي لن يحدث ـــ ومع الاسف الشديد ـــ الا اذا تحققت اهداف احد الاطراف او عجز الطرفين وانهاكهما لدرجة يعجزان عن استمرار الحرب.
ومن الامور السلبية ان الدول العظمى تنتظر دائما الى وصول الاطراف المتحاربة للعجز الكامل كي تتدخل بعد ذلك لايقاف الحرب، وهذا قد يمتد الى سنوات تكون الحرب قد اكلت الاخضر واليابس وأزهقت الارواح البريئة وهدمت البيوت وشردت الناس واحدثت خسائر كبيرة في الارواح والممتلكات.
لذا، فانه ثبت بالتجارب ان الضعيف لا موقع له في صراع الكبار، وان العاطفة ما هي الا سلاح العاجزين، وان الدعوات العاطفية لايقاف الحرب من دون قوة ما هي الا صرخة في واد لن يسمعها الا صاحبها.
لذا، فعلى المحلل السياسي والمتابع لهذه الحروب ان يدرس اهدافها والاسباب التي اشعلها مرتكبوها وما النتائج المتوخاة منها.
فمُشعِلو الحروب يعلمون جيدا انها ستحصد ارواحا كثيرة وتخلق مآسيَ انسانيةً كثيرة، وتشرّد المدنيين، وتسبب انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان، ولكنهم مع ذلك يقدمون عليها ويواصلون اشعالها، لانها ستحقق لهم بعض ما خططوا له من اهداف قد يكون بعضها انتهاكا للقوانين الدولية.
ما نحتاجه هو اقتناع الدول المؤثرة بأن استمرار الحرب لن يخدم اهدافهم، عندها، وعندها فقط سيتوقف سفك الدماء البريئة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى