أكد تقرير صادر عن موقع “المونيتور” “إن سلطنة عُمان تجمعها علاقات ودية مع إيران على الرغم من عضويتها في مجلس التعاون الخليجي الذي يعمل دائما ضد إيران، وهو ما يثير غضب السعودية التي تقود المجلس”.
وأضاف الموقع المتخصص في شؤون الشرق الأوسط أن عُمان التي تشارك إيران في مضيق هرمز، تمثّل للشركات الإيرانية، وسيلة انطلاق لدخول الأسواق الأفريقية والآسيوية والعربية، بعد أن بدأت إيران بالاندماج في الاقتصاد العالمي تدريجيًا.
وأوضح أن ظهور عُمان كحلقة وصل مهمة بين إيران والعديد من الاسواق، ينبع من سياسة السلطنة الخارجية المستقلة، والتي غالبا ما يتم اتّباعها خارج إطار مجلس التعاون الخليجي.
وأفاد أن الروابط التجارية والثقافية التي تجمع عُمان وغيرها من الدول غير العربية تعود لتاريخها كإمبراطورية امتدت عبر الهند وباكستان وإيران والصومال وموزمبيق وتنزانيا، تلك الهوية العابرة للمحيط الهندي هي ما يجعلها تتخطى هويتها العربية والإسلامية، كذلك يجعلها تتخطى عضويتها في مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية.
وأشار إلى أن سفير طهران في العاصمة العُمانية مسقط “علي أكبر سيبويه”، أعلن بعد أيام من تنفيذ الاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني، عن نية بلاده لرد الدين لعُمان لدورها البارز في رفع العقوبات عن إيران.
وأكد “سيبويه” أن عُمان من الأصدقاء القليلين الذين وقفوا بجانب إيران، وأن “بلاده لا تنسى أصدقائها”.
وقد أوفت إيران بالفعل بوعدها، حين أعلنت عن إقامة مشروع مشترك مع عمان بقيمة 200 مليون دولار، وهو مصنع للسيارات بالمنطقة الصناعية (الدقم). كما تسعى إيران لإقامة المزيد من المشروعات مع عُمان، من ضمنها مصنع لتكنولوجيا النانو ومجمع مستشفيات وتنوي تدشين الرحلات الجوية بين عُمان وشهبار إيران.
تأتي هذه المشروعات في الوقت الذي تعاني فيه عُمان من أزمة مالية بعد تراجع أسعار النفط، وكباقي الدول الخليجية، قررت عُمان تنويع مصادر الدخل، وزيادة الاقتصاد الخاص بعيدٌا عن قطاع النفط، والاستثمار في رأس المال البشري.
ويعد رفع العقوبات عن إيران سيمكن السلطنة من تعميق علاقتهما في مجال الطاقة عن طريق آسيا الوسطى الغنية بالغاز.
من جانبه، قام وزراء خارجية عُمان وإيران وتركمانستان وأوزباكستان في أغسطس 2014 بالتوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء ممر للعبور والنقل الدولي. كذلك تم مناقشة مبادئ فتح الموانئ العُمانية لآسيا الوسطى. مما جعل عُمان تسعى دبلوماسيًا لفك الحصار عن تجارة إيران مع العالم الخارجي.
وأشار الموقع إلى انزعاج المملكة العربية السعودية والدول الخليجية من اندماج إيران في الاقتصاد العالمي. كما لفت إلى غضب السعودية عند علمها باستضافة عُمان لمحادثات سريّة حول الاتفاق النووي بين إيران وأمريكا بعيدًا عن مجلس التعاون الخليجي، وذلك لأن دول المجلس تخشى أن تضعف سياسة عُمان الخارجية المستقلة عنها، أمنها الجماعي.
على الجانب الاخر، ترى عُمان تحت قيادة السلطان قابوس بن سعيد، ضرورة الحفاظ على علاقاتها بجميع القوى، والتوازن بين مصالحها مع جيرانها للاستفادة منهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن تحسين العلاقات بين كل من إيران والسلطنة، من المتوقع أن يساهم في رفع المزيد من العقوبات عن إيران، وبذلك تحسين استفادة عُمان من علاقتها بإيران، وهو ما أدى بالسلطنة إلى الاستقلال عن السعودية، والاختلاف معها في العديد من الملفات مثل اليمن.
واختتم الموقع بالقول إن الممر التجاري بين عمان وإيران سيعزز سياسة السلطنة الخارجية المستقلة في المنطقة التاريخية التي كانت تتبع الإمبراطورية، مشيرة إلى أن عُمان مثلما تتطلع لمستقبلها، فإنها لا تنسى ماضيها.