تشكل الانقطاعات المتكررة للكهرباء في عدن ، جنوب اليمن، أزمة قديمة حديثة، يتجدد الحديث عنها مع بدء كل صيف، إذ تشهد المدينة ارتفاعًا كبيرًا على درجات الحرارة، ما يتطلب استخدام وسائل التبريد المختلفة.
من جانبه، يبين المسؤول الإعلامي لمؤسسة كهرباء عدن، ماهر الشعبي، أن “الحرب الأخيرة دمرت 80% من منظومة المؤسسة، كما دمرت معظم محطات تحويل وتوزيع الطاقة في المدينة، أبرزها محطة شهناز في حي خورمكسر، وهي بحاجة إلى عملية إصلاح، خصوصًا أنها تضررت بنسبة تفوق 90%، وتوزع ما يزيد على 100 ميجا وات من الطاقة لأربع مديريات، هي: كريتر المعلا والتواهي وخور مكسر”.
وأشار إلى أن “شبكة الكهرباء بما فيها الضغط العالي والمنخفض، تعرضت أيضًا لتدمير كبير جدًا يفوق قدرة المؤسسة من أجل إجراء عملية إصلاح بصورة سليمة، لكن المؤسسة عملت على إعادة الشبكة بأبسط الطرق وفقًا لإمكانياتها المتاحة منذ تحرير عدن”.
سبب الانقطاعات
وبين الشعبي أن “الطاقة الحالية المتوفرة في عدن في أحسن الأحوال، لاتزيد عن 180 ميجا وات، بينما الطلب الفعلي حاليًا يتعدى 320 ميجا وبنسبة عجز توليدية بحدود 47 إلى 50%، فضلًا عن أن الأحمال تزداد يومًا بعد آخر، خصوصًا مع دخول الصيف”.
وتوقع أن تصل الأحمال خلال الصيف، إلى 400 ميجا وات، “وربما أكثر من ذلك”.
إهمال
وأشار الشعبي إلى أنه “في الوقت الذي تعمل فيه مؤسسة كهرباء ليل نهار للحد من انقطاعات الكهرباء، تعاني المؤسسة من إهمال كبير من قِبل الحكومات المتعاقبة، التي أهملت هذا القطاع بشكل غير عادي على مدى عشرات الأعوام”، مؤكدًا أن “مشكلة الكهرباء في عدن ليست وليدة اليوم بل هي تراكمات منذ أكثر من عقد من الآن”.
وتابع أن “قطاع الكهرباء في عدن لم يشهد أي تطوير وصيانة حقيقية، حيث أن محطة المنصورة 2، كانت آخر ما شُيد في عدن بقدرة 70 ميجا، وذلك في مطلع الألفية الثالثة، أما محطتي الحسوة وخورمكسر، فتعودان إلى بداية الثمانينات، في الوقت الذي لا تزال أجزاء من شبكة مدينة البريقا تعمل منذ أيام الاحتلال البريطاني وحتى الآن”.
دعم إماراتي
وقدمت الإمارات دعمًا كبيرًا لمؤسسة كهرباء عدن، في إطار مساعيها لإعادة الحياة إلى المدينة، وتخفيف معاناة أهلها، كما دفعت مرتبات موظفي المؤسسة لستة أشهر، منذ يوليو وحتى ديسمبر الماضيين”.
وقال عاملون في المؤسسة، لـ إرم نيوز، إن “الإمارات قدمت 54 مولدًا كهربائيًا لإعادة التيار إلى المديريات المحررة في عدن، فضلًا عن دفع المستحقات المتأخرة على مؤسسة الكهرباء لصالح شركة APR وجلوبال للطاقة، وذلك نظير تشغيل محطتي 22 مايو ومحطة خورمكسر المؤجرة”.
وأضافوا أن “الهلال الأحمر الإماراتي اشترى أيضًا محطة 22 مايو لصالح مؤسسة الكهرباء من شركة جلوبال للطاقة، شاملة 11 مولدًا كهربائيًا، من نوع كاتربلر و16 محولًا كهربائيًا مع خزانات للمولدات، ومفاتيح وكوابل كهربائية، فضلًا عن توقيع عقد صيانه لمحطة 22 مايو لمدة عام كامل، وتوفير قطع الغيار لها، علاوة عن توقيع عقد تأجير كامل لمحطة خورمكسر لمدة عام كامل وتوفير مادة الديزل بشكل كامل لمحطة المنصورة والحسوة”.