قال مهاجر نجا من حادث غرق في جنوب البحر المتوسط الأسبوع الماضي: إن أحد المهربين الذي كان يحمل سكينًا منع الناجين من إنقاذ آخرين، مما تسبب في غرقهم في الظلام.
ويعتقد أن نحو 500 شخص غرقوا في الكارثة التي وقعت الأسبوع الماضي، حينما غرق زورق مكتظ في جنوب البحر المتوسط.
ولم ينج من الحادث سوى 41 شخصًا، أنقذتهم سفينة شحن تجارية مارة ونقلتهم إلى اليونان يوم 16 أبريل.
وتمكن معاذ محمود “25 عامًا” من أوروميا في إثيوبيا، من القفز من الزورق بينما كان يغرق، وصعد إلى زورق قريب، ومع ذلك منعهم مهرب للبشر من مساعدة الآخرين الذين كانوا في عرض البحر، قائلًا إنه يجب عليهم المغادرة على الفور.
وقال محمود للصحافيين بلغة إنجليزية ركيكة: “قلت له ‘لا تدير محرك الزورق من فضلك، يجب أن ننقذ هؤلاء الناس، فسحب سكينًا وقال لي، سأقتلك، لن نتوقف هنا وبعدها بكيت”.
وكان مع محمود زوجته وطفلهما الرضيع البالغ من العمر شهرين، بعد أن دفع 1800 دولار عن كل فرد منهم، ويخشى غرق الزوجة والابن.
وروى العدد القليل من الناجين قصصهم المرعبة، إذ ما زالت أسرهم مفقودة، ويعتقد أن الكثيرين منهم من الصومال، وتحدثوا كيف كان أقاربهم يمنون أنفسهم بالوصول إلى أوروبا هربًا من شظف العيش.
وفي العاصمة الصومالية، لا يزال والدا محمد فرح “25 عامًا” في انتظار أنباء عن مصيره، وتعاونت أسرته وأصدقاؤه في جمع آلاف الدولارات لمساعدته في القيام بالرحلة المحفوفة بالمخاطر عبر البر والبحر إلى أوروبا، وأُبلغت الأسرة أن صورته ليست من بين صور الناجين.
وقال على نور “23 عامًا” ابن عمه وصديقه: “هل هو حي أم ميت؟ لم تتناول والدته الطعام منذ أيام، المهرب هو الجاني في هذه الكارثة، أصبح من الأغنياء على جثث الصوماليين الذين يغرقون في البحر”.
ووصل أكثر من 150 ألف مهاجر إلى إيطاليا عن طريق البحر العام الماضي، وحتى الآن هذا العام وصل نحو 25 ألفًا، ويعتقد أن 800 تقريبًا لاقوا حتفهم وهم يقومون بالرحلة منذ يناير الماضى.