أعربت الولايات المتحدة اليوم الخميس، عن قلقها من تقارير تفيد بقيام روسيا بنقل مزيد من العتاد العسكري إلى سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد في وقت تداعت فيه الهدنة وأصبحت محادثات السلام على شفا الانهيار.
واستعر القتال في أنحاء سوريا بعد انهيار وقف لإطلاق النار أبرم بوساطة واشنطن وموسكو للسماح بإجراء المحادثات واستعدت القوات الحكومية ومسلحو المعارضة لمزيد من المعارك. ورجح التدخل الروسي أواخر العام الماضي كفة الأسد في الصراع.
وقال نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض بن رودس في إفادة صحفية في الرياض حيث يحضر الرئيس باراك أوباما قمة مع قادة دول الخليج العربية «نحن قلقون من تقارير عن قيام روسيا بنقل عتاد إلى سوريا».
وأضاف «نعتقد أن قيام روسيا بنقل مزيد من العتاد العسكري أو القوات إلى سوريا أمر سلبي، نرى أن من الأفضل أن تتركز جهودنا على دعم العملية الدبلوماسية».
ومن المقرر أن يقيم مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا يوم الجمعة إمكانية استمرار محادثات جنيف مع رفض وفد المعارضة الرئيسية المشاركة وتبادل الطرفين الاتهامات بشأن انهيار وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع.
وطلبت المعارضة هذا الأسبوع تزويدها بالمزيد من الدعم العسكري بعد إعلان انتهاء الهدنة.
وحثت الدول الكبرى الطرفين على عدم تفويت الفرصة لوقف الصراع الدائر منذ خمس سنوات والذي أودى بحياة أكثر من 250 ألف شخص لكن اليوم الخميس لم يشهد إلا اجتماعات بين خبراء مع مغادرة المزيد من ممثلي المعارضة لجنيف.
ويقول وفد الحكومة السورية إن رئاسة الأسد غير مطروحة للتفاوض بينما تصر المعارضة على ضرورة تخلي الأسد عن السلطة وتشكو من عدم تحقيق تقدم لإنهاء العنف وإيصال المساعدات والإفراج عن المعتقلين السياسيين.
وما زالت الهوة واسعة بين الجانبين وسيكون من الصعب إعادة المعارضة لطاولة التفاوض إذا استمر القتال مع استفادة القوات الحكومية من القوة العسكرية الروسية.
وأشارت تقارير صحفية في الولايات المتحدة إلى أن روسيا نقلت المزيد من قطع المدفعية إلى سوريا بعد أسابيع من إعلانها سحبا جزئيا لقواتها هناك.
وقدمت دول تعارض الأسد دعما عسكريا لجماعات من مسلحي المعارضة عبر تركيا والأردن ضمن برنامج شمل التدريب العسكري تحت إشراف المخابرات المركزية الأمريكية.
وقالت فرنسا -التي تتهم الحكومة السورية بالاندفاع نحو العنف وإبداء رفضها للتفاوض على حل سياسي- إنها ستبحث مع دول أوروبية أخرى والولايات المتحدة فكرة عقد اجتماع وزاري للقوى الكبرى خلال الأسبوعين القادمين لبحث ما ينبغي القيام به تجاه الأزمة.
وتهدف المحادثات في جنيف إلى وقف الصراع الذي سمح بصعود تنظيم الدولة الإسلامية وورط قوى إقليمية ودولية وخلق أسوأ أزمة لاجئين في العالم.
وسيؤدي الانهيار الكامل للمحادثات إلى حدوث فراغ دبلوماسي ومزيد من التصعيد للحرب التي تؤججها الخلافات بين قوى أجنبية من بينها التنافس بين السعودية وإيران.
وحذر دبلوماسي غربي رفيع من أن محادثات السلام الهشة بين الأطراف السورية قد لا تستأنف قبل عام على الأقل إذا انهارت الآن. وقال «إذا غادرنا جميعا جنيف الآن لا أرى استمرارا لتلك العملية».
وتقول روسيا إن تدخلها في سوريا يرتكز بالأساس على ضربات جوية وصاروخية. وتقول إن وجودها على الأرض مقتصر على قاعدة بحرية في ميناء طرطوس وقاعدة جوية في حميميم بمحافظة اللاذقية وأطقم للبحث والإنقاذ لإنقاذ أي طيارين يتم إسقاط مقاتلاتهم ومتخصصين في إزالة الألغام ومستشارين.
وخلال الشهر الماضي اعترفت روسيا للمرة الأولى بوجود قوات خاصة تنفذ عمليات خلف خطوط العدو. وأنكرت موسكو من قبل أن لديها وحدات نظامية ومدفعية على الأرض.
وأبدى رئيس وفد الحكومة السورية في المفاوضات بشار الجعفري استياءه من المعارضة لانسحابها الجزئي من المحادثات واتهمها بعدم النضج السياسي.
ولدى مغادرته جنيف اليوم الخميس قال محمد علوش مفاوض المعارضة السورية الذي يمثل جماعة جيش الإسلام المعارضة إنه لا يمكن استئناف محادثات السلام قبل أن توقف الحكومة «المذابح».
وقال دي ميستورا اليوم الخميس إن إيصال المساعدات الإنسانية لم يشهد إلا تقدما محدودا وإن روسيا تضغط لإدخال قافلة لمدينة داريا المحاصرة. وأضاف أنه سيعين منسقا لتولي قضية المعتقلين في سوريا خلال الأيام القليلة القادمة.
ووصف دي ميستورا منع الحكومة السورية دخول المعدات الطبية للمناطق المحاصرة بأنه «مقلق» ومخالف للقانون الدولي