دوشة فنية

فريد الأطرش..الأمير الحزين

رغم أن الموسيقار الراحل فريد الأطرش عاش حياة صاخبة؛ حيث السهرات والأصدقاء وأضواء الشهرة، إلا أن حياته كانت حزينة يطغى عليها شعور بالوحدة، عكسته أدواره على الشاشة التي أداها غالباً تحت اسم “وحيد” و”فريد” .

أخبار ذات صلة

ذاق الطفل فريد ابن الأمير فهد الأطرش والأميرة علياء المنذر الحزن والأسى منذ صغره، بفراره مع أسرته هرباً من الفرنسيين إلى القاهرة، ومعاناته من الفقر وهو سليل عائلة عريقة وغنية، ثم العراقيل التي صادفته ليثبت وجوده كفنان، لكن كل هذا لم يكن شيئاً أمام ما كان ينتظره بعد ذلك.

وفاة شقيقته أسمهان

كانت علاقة فريد الأطرش، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم، بشقيقته آمال، التي اتخذت اسم أسمهان، فيما بعد علاقة وثيقة، وحَّدهما حبهما للفن وموهبتهما القوية، وقد بدأ المنتجون يتسابقون إلى الأخوين المبدعين، وكانوا يتوقعون مستقبلاً مبهراً وتعاوناً فنياً قوياً، إلا أن الحادث الغامض الذي أودى بحياة المطربة الفاتنة شكل حداً فاصلاً في حياة فريد الأطرش، وصدمة قوية لم يتعافَ منها حتى آخر أيامه.

معاناته مع المرض

كان تأثير المرض واضحاً على فريد في أغلب اختياراته الفنية، وحتى في أدائه الغنائي خصوصاً بعد تقدمه بالسن وتأكده من استحالة خضوعه لعملية استبدال شرايين قلبه الضعيف، الذي لم يمهله حتى يرتبط بالسيدة الوحيدة التي أقنعته بدخول القفص الذهبي.

أحلام فنية لم تتحقق

يعتبر كل من عرف فريد الأطرش عن قرب أنه غير محظوظ في علاقاته مع زملائه الفنانين رغم أنه كان ودوداً وكريماً، كما صرح هو نفسه في بضع مقابلات أنه لا يفهم الكثير من تصرفاتهم تجاهه، خصوصا عبد الحليم حافظ وأم كلثوم، فقد كان يتمنى أن يغنيا من ألحانه وعرض عليهما ذلك مراراً، بل وأجرى اتفاقاً معهما على أعمال معينة، لكنها ظلت مشاريع معلقة لم تكتمل، ويرجح أن تكون الغيرة الفنية سبباً في ذلك، كما انه أعد أغنية خاصة للفنانة فيروز لم تر النور بدورها .

وكان هذا الأمر يحزن كثيراً الفنان المرهف، خصوصاً بعدما نصحه الأطباء بالتوقف عن الغناء وبحوزته ألحان كثيرة يخاف أن تضيع دون أن تصل إلى الجمهور، وردد في بضع مناسبات أنه لم يجد صوتاً قوياً كصوت أسمهان ليراهن عليه ويستأمنه على ألحانه.

علاقات حب لم تكتمل

عرف الأمير الحزين أو البلبل الحزين بحكاياته العاطفية المتعددة، أشهرها مع سامية جمال وشادية والملكة ناريمان، لكنه اشتهر أيضاً بخوفه من دخول القفص الذهبي، ونظريته القائلة بكون “الفن والزواج يتعارضان”، وكلما كان يحاول التراجع عن موقفه تكون الظروف له بالمرصاد بشكل أو بآخر، آخرها عندما أعلن خطوبته على سلوى القدسي، لكن القدر لم يمهله حتى يهنأ بأسرة مستقرة كان في أمسّ الحاجة إليها.

لو كان “فريد الأطرش” لا يزال اليوم على قيد الحياة ويحتفل بعيد ميلاده، لما فوّت المناسبة دون أن يصدح حزينا :

عدت يا يوم مولدي

عدت يا أيها الشقي

الصبا ضاع من يدي

وغزا الشيب مفرقي

ليت يا يوم مولدي

كنت يوما بلا غد

 

لكن الحزن في حياة الموسيقار الراحل كان منبعاً للإبداع، فجعله يقدم ألحاناً وأغاني أطربت وأسعدت الملايين من عشاقه عبر العالم ولا تزال حتى اليوم.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى