لم يتوقع المصريون أنه سيأتي عليهم يومًا يخشون فيه الموت بسبب “الحر” الذي ضرب أنحاء البلاد منذ أوائل أغسطس الجاري – لأول مرة منذ 37 عامًا – وحصد حتى اليوم أرواح أكثر من 95 شخصًا تعرضوا لضربات شمس حادة لقوا على إثرها مصرعهم، وأصاب 1914 شخصًا – حسب وزارة الصحة المصرية – التي حذرت المواطنين من التعرض لأشعة الشمس.
المارة في شوارع مصر اتخذوا من زجاجات المياه المثلجة صديقًا لهم في الحر الذي كاد أن يقضي على الجميع، ورغم الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة الذي يعاني منه المصريون منذ أكثر من أسبوعين، إلا أن هيئة الأرصاد الجوية أكدت أن مصر لم تشهد الذروة حتى الآن وأن درجات الحرارة ستبلغ ذروتها اليوم وغدًا الإثنين، حيث تصل درجة الحرارة إلى 42 درجة مئوية مع ارتفاع درجة الرطوبة، ويستمر الارتفاع حتى نهاية أغسطس الجاري، حتى يشعر المواطن بتحسن تدريجي.
سر الموجة الحارة.. وتحذيرات الأرصاد
ووفقًا لتصريحات الدكتور أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية، فإن سبب الموجة الحارة – التي لم تتعرض لها مصر منذ 1978 – تأثر مصر بمنخفض الهند الموسمي المحمل برياح شديدة السخونة.
وحذر الدكتور عبد العال، المواطنين بعدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة في أوقاف الظهيرة، وطالب كبار السن ومرضى القلب والصدر والأطفال بالتواجد في المنازل وعدم النزول في الشارع إلا للضرورة القصوى، محذرًا المواطنين بعدم الجلوس في الأماكن المغلقة سيئة التهوية، وشرب سوائل كثيرة خاصة المياه، والابتعاد عن المياه الغازية، ويفضل ارتداء الملابس القطنية الفاتحة نظرًا لارتفاع درجات الحرارة.
نصائح لممارسي التمارين الرياضية..
ونصحت الدكتورة منى المهدي، رئيس لجنة التعليم الصيدلي المستمر بنقابة الصيادلة، المواطنين بالبقاء بالمنازل حال ارتفاع درجة الحرارة، وارتداء واقي من الشمس في حال الخروج من المنزل مع الإكثار من شرب السوائل لتجنب الإصابة بالجفاف، وإذا كان المواطن ممن يمارسون التمارين الرياضية فى الخارج فيجب أن يشرب 750 ملى من السوائل قبل التمرين بساعتين وشرب 225 ملى من المياه أو أى مشروب قبل التمارين مباشرة، بالإضافة إلى شرب 225 ملى من المياه كل 20 دقيقة حتى إذا لم يشعر بالعطش، ونصحت أيضًا بتأخير مواعيد التمارين فى الخارج أو تغيرها للصباح الباكر بعيداً عن حرارة الشمس الحارقة.
تحذير لكبار السن والأطفال
ونصحت المواطنين بوضع المصاب بضربة الشمس في البانيو وملئه بالمياه الباردة، مؤكدة أن الأطفال تحت سن الـ4 سنوات وكبار السن فوق سن الـ65 عاماً أكثر الفئات العمرية عرضة للإصابة بضربات الشمس.
وشددت المهدي على أنه حال الشعور بالإصابة بضربات الشمس أو التعرض لأشعة الشمس فيجب إجراء بعض الإسعافات الأولية، والتى من بينها الإسراع إلى الذهاب للمستشفى، ولكن حتى وصول عربة الإسعاف يُستلزم نقل المصاب إلى مكان جيد التهوية أو بارد أو حتى مظلل، ونزع أى ثياب غير ضرورية عنه، واستخدم الكمادات الباردة لخفض الحرارة أو توجيه مروحة على جسم المصاب مع تبليله واستخدام كمادات الثلج على منطقة الإبط والفخذ والعنق والظهر، لأن تلك المناطق غنية بالأوعية الدموية القريبة لسطح الجلد.