أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المعرفة أن صاحب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة يولى تطوير القطاع الصحي في الدولة وإمارة أبو ظبي أهمية قصوى باعتبارها مرتبطة بصحة ورفاه المجتمع، كما تحظى خدمات الرعاية الصحية عموما بتوجيه ودعم كبيرين من قبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة، لافتا إلى أن دولة الإمارات بفضل القيادة الرشيدة أصبحت تمتلك منظمومة عالمية للرعاية الصحية تستجيب لاحتياجات جميع أفراد المجتمع تتفوق على العديد من النظم الصحية في الدول الكبرى.
جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها اليوم (الخميس) في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي لصحة الرجل تحت عنوان: “تعزيز الحياة الصحية للرجال” الذي تنظمه مستشفي ميديور المتخصصة على مدار يومين في مجال توفير الرعاية الصحية بفندق الجميرا”أبراج الإتحاد”في أبوظبي.
وقال الشيخ نهيان: «نحن نقدر المهارة والالتزام لجميع العاملين في مجال الرعاية الصحية في الإمارات ونحن فخورون بأن لدينا نظام للرعاية الصحية يرتكز على بنية تحتية متطورة وكوادر طبية على أعلى مستوى مع ضمان الجودة في تقديم الخدمات الطبية في جميع مستشفيات الدولة إلى جانب الاعتماد على أحدث التكتولوجيا الطبية الحديثة بما يضمن تعزيز الحياة الصحية والوقاية، والتثقيف الصحي لكافة الفئات العمرية للرجال والنساء.
وعبر الشيخ نهيان عن سعادته بإنعقاد مثل هذا المؤتمر الفريد في موضوعه حيث يبحث في المشاكل الصحية المرتبطة بالرجل وذلك لأول مرة في دولة الإمارات حيث يشارك فيه 45 من الخبراء والمختصين من 13 دولة، منوها بالفوائد العلمية الكبيرة التى سيجنيها المشاركون والاختصاصيون من خلال تبادل الخبرات والمعلومات الطبية حول صحة الرجال.
كما أشاد الشيخ نهيان بالجهود التى تبذلها مجموعة (في بي إس للرعاية الصحية) والتى تولي المؤتمرات والندوات الطبية وبرامج التعليم الطبي المستمر أهمية خاصة تعود بالفائدة على الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية في دولة الإمارات، ومن ثم تعود بالنفع على المرضي من خلال تطبيق أرقى الخدمات الطبية وفق أعلى المعايير العالمية.
وشدد نهيان على أهمية تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة في المجتمع والتي ارتبطت بأن الرجل لا يتأثر بالأمراض، كما يرفض الاعتراف بالمشاكل الصحية التى يمكن أن يصاب بها، مما يؤدى الي عواقب صحية وخيمة تؤثر على حياته في المستقبل، لافتا الي أن المؤتمر يبحث في الجوانب النفسية والاجتماعية لصحة الرجل، كما يتناول الأمراض الشائعة بين الرجال والتى من أهمها أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض المزمنة.
وأوضح أنه مع التقدم العلمي في مجالات الطب المختلفة، وإتاحة الرعاية الصحية المتميزة للجميع أصبح أفراد المجتمع على قناعة بأن نوعية الحياة الجيدة تعتمد على الصحة الجيدة،ولذلك بدأ الناس يهتمون بصحتهم من خلال الاعتماد على الخدمات التشخيصية والعلاجية والفحوص المتقدمة.
وقال: «بطبيعة الحال، هناك مطالب من المجتمع لأن يتم احتواء تكاليف كل هذه التغييرات في الرعاية الصحية واستدامتها ليست فقط من ناحية مسألة الوقاية من الأمراض والرعاية الطبية، ولكن أيضا من من حيث توفير الظروف البيئية والسلوكية والاجتماعية المناسبة».
وناقش المؤتمر في يومه الأول خلال 5 جليات علمية تناولت الجوانب النفسية والاجتماعية، وصحة القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز العضلي الهيكلي، وعوامل التوتر في المنزل والعمل، والأمراض السرطانية، وأمراض الجهاز الهضمي واضطرابات التمثيل الغذائي عند الرجال.
وقال الدكتور شامشير فاياليل، رئيس المؤتمر والرئيس التنفيذي لمجموعة (في بي اس للرعاية الصحية) إن المجموعة تولي أهمية قصوى لتنظيم مثل هذه المؤتمرات التي تثقل معارف الأطباء والكوادر الطبية والفنية والاعتماد على أحدث ما توصل إليه الطب في مختلف التخصصات الطبية والتي تنعكس ايجابيا على مجمل الخدمات المقدمة للمرضى داخل الدولة، معبرا عن تقديره وشكره للشيخ نهيان بن مبارك الذي يدعم المبادرات الحديثة في مجال الرعاية الصحية.
وأضاف بأن المؤتمر يوفر فرصة هامة للتفاعل مع أكبر عدد من خبراء صحة الرجل من جميع أنحاء العالم بما في ذلك قادة من مختلف الجمعيات العلمية والباحثين والمتخصصين العاملين نحو تعزيز صحة الرجل للإلتقاء لمناقشة تعزيز الوعي من المشاكل الصحية التي يمكن الوقاية منها وتشجيع الكشف المبكر، وكذلك زيادة التوعية على المخاطر الصحية المحددة للرجال من الفئات العمرية المختلفة.
من جانبه، أكد الدكتور ياسين ابراهيم استشاري أمراض الكلى والجهاز الهضمي المدير التنفيذي في مستشفى برجيل بأبو ظبي أن المؤتمر الذي يعقد للمرة الأولى في الإمارات يعكس اهتمام المتزايد على المستوى العالمي بتعزيز صحة الرجال، لافتا إلى أن مجموعة «في بي اس للرعاية الصحية» هي أول مؤسسة صحية في الدولة تخصص قسما لصحة الرجل ضمن تخصصاتها الجديدة والتي يتوقع أن تحذو بقية المستشفيات حذوها في إيلاء صحة الرجال أهمية تقتضيها الظروف الصحية والاجتماعية التي تؤثر على صحة وحياة الرجال.
خلال اللقاء الصحفى لمسؤولي المؤتمر
وقال الدكتور هشام المغربي استشاري المسالك البولية ان الصحة الانجابية في الإمارات تحتاج إلى رعاية واهتمام خاص حيث يعاني الكثير من الشباب من مشاكل المرتبطة بالأمراض التناسلية مثل دوالي الخصيتين والتي تعود أسبابها إلى طبيعة العادات والتقاليد والطقس فضلا عن الأسباب الخلقية.
وذكر أن هناك 10 أسباب معتمدة عالميا للوفاة يستأثر الرجل في 90% منها، وهي الأرزمات القلبية وغصابات العمل والأمراض السرطان بأنواعها والأمراض النفسية والحوادث عموما وامراض القلب والأوعية الدموية وغيرها لافتا إلى أن 90% أيضا من أصابات ووفيات العمل في الظروف الصعبة تكون بين الرجال.
من جانبه، قال الدكتور هيثم شبايك اخصائي الطب النفسي ومحاضر بكلية الطب جامعة الإمارات أن 65% تقريبا من المترددين على العيادات النفسية من النساء، مقابل 35% من الرجال، وذلك لأن السيدات يهتمين بصحتهن أكثر من الرجال.
واشار إلى دراسة أجريت على مجموعة من الرجال في منطقة الخليج كشفت عن أن 85% من من الرجال العاملين في وظائف إدارية حكومية وصلوا إلى مستوى من الضغوط النفسية أكثر من مرؤسيهم، وحدد 6 أسباب لهذه الأعراض وهي: الحروب والمهن الصعبة وثقافة المجتمع والتدخين وأمراض القلب والاوعية الدموية والتركيبة النفسية الذكروية للرجل التي تتسم بتحمل المسئولية والإقدام والأندفاع وهذا يتنافي مع طبيعة النساء.
ويقدم الدكتور ماجد بسيوني الأستاذ بالجامعات البريطانية وعضو اللجنة العلمية للمؤتمر ورقتي عمل تناول في الأولى أثر الغذاء والرياضة وعادات النوم على صحة الرجل النفسية والجسدية،فيما تناولت الورقة الثانية أمراض القولون والأورام السرطانية المختبأة، واضاف أن هناك شخص من بين كل 50 شخص معرض للإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
واشاد في هذا الصدد بالاجراء الذي اتخذته المؤسسات الصحية في دولة الإمارات بإجراء الفحص المبكر عن سرطان القولون عند سن الاربعين فيما يطبقه دول العالم بعد سن الستين، كما ثمن جهود هيئة الصحة في أبو ظبي بشأن التوعية والتثقيف حول أهم السرطانات المنتشرة في الدولة عبر حملات تثقيفية تتضمن الفحوصات المبكرة.
جانب من الحضور
