نون والقلم

رغم السقوط.. الإخوان يبحثون عن «رابعة»

أحد قادة جماعة «الإخوان» الهاربين من مصر كشف الحقيقة في مأساة رابعة. حمزة زوبع (هكذا اسمه!) قال: إن «الإخوان» كانوا يعرفون أن المعزول مرسي قد انتهى أمره، وأنه لن يعود للحكم مطلقاً، لكنهم كانوا يصعدون الموقف ويحشدون بقدر المستطاع في «رابعة» حتى يحصلوا على موقف أفضل في «التفاوض» الذي كانوا يرجونه مع الحكم الجديد (الذي كانوا ومازالوا يدعون عدم شرعيته!).

ماذا يعني ذلك؟!

يعني أنهم كانوا يخدعون الناس- كعادتهم- بالحديث عن الجهاد وعن الشرعية، بينما كان كل أملهم أن يتفاوضوا مع الحكم، الذي ينكرون شرعيته (!!) متصورين أن الدعم الأميركي لهم سوف يمكنهم من البقاء، ومن ممارسة تخريبهم بحرية، ومن الاحتفاظ بمصادر قوتهم المادية والبشرية وتحين الفرص للوثوب على السلطة من جديد!

يعني أن كل قيادات «الإخوان» ينبغي أن تحاكم كونهم مجرمي حرب، ليس فقط بسبب الإرهاب الذي تمارسه الجماعة منذ سقوطها، بل أيضاً بسبب كل جرائمها الإرهابية منذ نشأتها، وبسبب ما فعلته بعد سقوطها في 30 يونيو بإرادة شعب مصر، وبسبب خداعها للناس وتخطيطها لمأساة «رابعة» من أجل التفاوض، وليس في سبيل الله كما يدعون!

وما لم يقله السيد «زوبع» أن قيادات الإخوان كانت تعرف بقرار فض الاعتصام قبل ست ساعات من محاصرة قوات الأمن للميدان (!!) وأنها بدلاً من تحمل المسؤولية والانصياع للقانون هربت من الميدان دون أن تخبر المخدوعين، وذهبت لتختبئ في أماكن كانت معدة سلفاً، وتركت الغلابى يواجهون مصيرهم ويعتقدون أنهم يجاهدون في سبيل الله. وليس من أجل التفاوض (!!).

والغريب أن اعتراف الإخوان «الزوبعي!» بمسؤوليتهم عن مأساة رابعة، يترافق مع دعوتهم- في الذكرى الثانية لها- إلى المزيد من أعمالهم الإجرامية التي يمارسونها منذ سقوطهم في 30 يونيو.

ولا أظن أن الإسلام قد ابتلي بأسوأ من هذه الفئة الضالة التي تصف نفسها بأنها «علماء الأمة» بينما هي لا تمثل إلا الجهل بالدين أو محاولة استغلاله لتسويق الإرهاب! ولا تسفر إلا عن وجه قبيح لعمالة لم تعد تخفى على أحد لقوى خارجية لا تضمر إلا الشر للعرب، ولأجهزة مخابرات تعودوا التعامل معها منذ نشأة الجماعة.

كما فعل الإخوان في رابعة حيث استدعوا الدم طلباً للتفاوض.. يحاولون الآن! وللقارئ العزيز أن يربط بين دعوة «الإخوان» للمزيد من العنف، وبين استدعاء العملاء الذين يسمون أنفسهم «علماء الأمة» لكي يبرروا الإرهاب ويحاولوا خداع أتباعهم مرة أخرى، وبين دعوات مشبوهة للتوسط بين دولة مصر ونظامها، الذي اكتسب احترام العالم كله، وبين هذه الجماعة الإرهابية.

الأزهر الشريف أصدر بياناً استثنائياً كشف فيه أكاذيب «الإخوان» وضلال ما يسمون أنفسهم «علماء الأمة» الذين أباحوا القتل والتكفير وخداع المسلمين. بيان الأزهر الشريف جاء درساً بليغاً في إظهار الحق والرد على الباطل، وفي تفنيد ما وصفه بـ«الاجتراء على الدين والافتراء على شريعة الإسلام وتزيف الحقائق والكذب على مصر وشعبها وجيشها»، الذي احتواه بيان من زعموا أنهم علماء الأمة، والأمة من كذبهم وضلالهم ومساندتهم للإرهاب براء.

وأكد الأزهر أن وقوفه مع رموز الأمة لتنفيذ إرادة الشعب منع سقوط مصر في هاوية الحرب الأهلية والعنف المدمر. وحذر الأزهر من كيد هذه الجماعات الباغية.

ومع بيان الأزهر الشريف كان رهان «الإخوان» على مساندة بعض جماعات المعارضة يسقط، بعد أن أعلنت «حركة 6 أبريل» وحركة «الاشتراكيين الثوريين» أنهما لن تشاركا «الإخوان» في أي عمل يقومون به في الذكرى الثانية لأحداث رابعة بعد إعلان الجماعة الإرهابية عن عزمها استخدام العنف ودعوتها لاستهداف القضاة والجنود والإعلاميين بدعوى الثأر لضحايا أحداث رابعة التي اعترفت قياداتهم مؤخرا بالحقيقة وأعلنت مسؤوليتها عن تحريض «المخدوعين» للاعتصام لمجرد أن يستغلوا دماء الضحايا من أجل إجبار الحكم الجديد بعد 30 يونيو على التفاوض معهم، وليعطوا من يدعمونهم من القوى الخارجية المعادية، ما يمكنها من الضغط على مصر، وليستمروا في تضليل الشباب المخدوع، الذي جندوه.

لقد سقطت الأقنعة كلها، وأصبحت الجماعة في مواجهة الشعب كله. ومع ذلك مازالت الجماعة تمارس إرهابها المجنون، وتبحث- في الوقت نفسه- عن رابعة جديدة، لعلها تمنع من بقي في صفوفها من الالتحاق بمن تركوا الجماعة بعد افتضاح أمرها، ولعلها تكرر لعبتها القديمة في الخداع وادعاء المظلومية، ولعلها تعطي للرعاة الرسميين لإرهابها ورقة جديدة للمساومة.

نقلا عن صحيفة البيان الإماراتية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى