كشفت وثائق أمريكية أفرج عنها مؤخراً، نية الولايات المتحدة الأمريكية، إستخدام القوة وغزو الدول الخليجية في أعقاب حرب أكتوبر .
وأعتبرت صحيفة “ناتشونال إنترست” أن الأشهر الأخيرة من سنة 1973 كانت أوقاتا يائسة، حيث حظرت البلاد العربية المنتجة للبترول التجارة مع الولايات المتحدة الأمريكية في أكتوبر، بسبب تقديم الولايات المتحدة الأمريكية المساعدات لإسرائيل أثناء حرب أكتوبر أو ما يعرف عند اليهود بـ”يوم الغفران”.
وتقول الصحيفة: في الوقت الذي تم رفع الحظر كان الضرر تحقق، إذ تضاعفت أسعار النفط العالمية بمقدار أربعة أضعاف، ما أدى إلى ركود في الحراكات الاقتصادية، وتضخم في الأسعار، ويصعب على أي مواطن أمريكي عاش في السبعينيات نسيان الصفوف الطويلة على محطات الوقود، والتي كانت تلوح بأعلام خضراء أو حمراء إشارة إلى احتوائها على الوقود في مضخاتهم من عدمه”.
وتتابع: إن العالم انقلب رأسا على عقب، حيث تحولت الدول الغنية بالنفط من مجرد منتجة للموارد تحت رحمة الدول الغربية وشركات النفط الكبرى، إلى دول ذات هيمنة عالمية بين عشية وضحاها، وذلك يظهر بتدفق الكثير من النقود وتسلحهم بأغلى أنواع الأسلحة، وارتجف العالم بعدها أمام منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك”.
وتضيف الصحيفة: “في 2004، كشفت وثائق بريطانية تم رفع السرية عنها أن الولايات المتحدة الأمريكية قد أخذت بعين الاعتبار خيار الاستيلاء العسكري على النفط في الشرق الأوسط. لكن بالرغم من عدم ذكر خطة عسكرية واضحة، إلا أن الوثائق تظهر أن القادة البريطانيين كانوا يشعرون بالقلق بسبب محادثة، تمت بين جايمس شلبسنغر، وزير الحرب الأمريكي وبين لورد كرومر، السفير البريطاني في الولايات المتحدة الأمريكية”.
وكان إدوارد هيث، رئيس الوزراء البريطاني قلقًا بما فيه الكفاية، بسبب كلام شليسنغر القاسي، بالإضافة إلى التلميحات بالتحرك العسكري من وزير الخارجية هنري كيسنجر؛ ما جعله يأمر الاستخبارات البريطانية، بإجراء تقييم لنوايا الولايات المتحدة الأمريكية، واستنتج تقرير النوايا البريطاني أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تأخذ بعين الاعتبار عدم قدرتها على تحمل موقف تكون فيه هي وحلفاؤها تحت رحمة مجموعة صغيرة من البلدان غير العقلانية، ونحن نؤمن بأن الولايات المتحدة الأميركية تفضل القيام بعملية سريعة تقودها بنفسها من أجل الاستيلاء على حقول النفط… حيث ستكون القوة المطلوبة للعملية المبدئية مكونة من لواءين، أحدهما للمملكة العربية السعودية، والآخر للكويت، ومن المحتمل تخصيص لواء ثالث من أجل الإمارات”.
وقامت لجنة الاستخبارات المشتركة البريطانية بإجراء حسابات، وأشارت إلى أن الاستيلاء على حقول النفط بمجموع 28 مليار طن من احتياطات النفط سيكون كافيا لتزويد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، لكن التقرير حذر من أنه “سيكون على أمريكا مواصلة الاحتلال لمدة عشر سنوات، بينما يقوم الغرب بتطوير مصادر بديلة للطاقة، ما سيؤدي إلى “العزل التام” للعرب ولغالبية دول العالم الثالث عن العالم”.