أسوار عالية تفصلهم عن العالم الخارجي ، الحراسة المشددة والكهرباء تحكم قانون المنطقة، فلا تعبث مع الموت حتى لا تجده في لب قلبك.
سجن اتخذ طريقًا مخالفًا لغيره من السجون في مختلف أنحاء العالم، فهو بيئة للموت الحاضر في كل أركانه، للأطفال قبل الكبار، لا يضم فقط 3000 سجين لكن يضم أبنائهم أيضًا.
فالأطفال يتجولون بحرية، وسط المخدرات والأسلاك المكشوفة والصواعق الكهربائية، ليكون سجن سان بيدرو في جبال غرب بوليفيا الحاصل على لقب أكثر السجون خطورة كونه جحيم فعلي على الأرض.
جميع أبواب الخطر والأخطاء مفتوحة أمامك فلا يوجد رقيب فعلي لك سوى قوانينك التي تحكمك، بجانب قانون الأقوى فهي غابة في صورة حية تبيح المخدرات والجنس والقتل والصعق لمن يعترض.
بدأ العالم يكتشف ذلك السجن الواقع بقمم الجبال عندما كتب عنه الكاتب الأسترالي راستي يونج في مغامرته، حيث وصف تعامل المجرمين داخل السجن الذي لا يضم فقط السجناء ولكن بعض أسرهم، أيضًا أنهم بالداخل مثل الوحوش يضعوهم داخل أقفاص، ويضروهم أكثر بخلطهم ببيئة المخدرات والكوكايين.
في قلب مدينة لاباز الجبلية في غرب بوليفيا يقع سجن سان بيدرو، حيث يضم 3000 من السجناء الذكور متهمين بالعديد من الجرائم التي ذكرها الكتاب ومن ضمنها محاولة الهروب من الشرطة أو انكار الجرائم.
مازال ذلك الكتاب ضمن أكثر الكتب مبيعًا بعد أن رفع الغطاء عن ضخامة عمليات تجارة المخدرات التي تحدث تحت طاولته.
ولم يتغير الأكثر منذ صدور الكتاب في 2003، فبعد مرور 13 عام بات على المسجونين دفع ثمن طعامهم بأن يعملوا كطباخين وعاملين نظافة لكن بالبحث عن المحرك الرئيسي للسجن وموارده تجده المخدرات فهي المال الحقيقي بداخله.
ليضاف للسجن غرفة إضافية تضم بلاستيشن لأبناء السجناء، بعد أن سمحوا لآباءهم بدخولهم، كون السجن آمن لهم من العيش لقطاء وحيدين في الشوارع.
لكنهم غالبًا ما يقعوا داخل حلقة جرائم السجن وعالمه السفلي، فنجد بالصور أطفال وسط الأسلاك معرضين للكهرباء، وفتاة تبلغ من العمر 12 عام بعد أن اسقطت جنينها بعد محاولة اغتصابها من قبل مجموعة من السجناء في 2013.
ورغم كون العائلات داخل السجن يطمأن أهلهم إلا أن الاغتصاب والمخدرات تنتظر أطفالهم، فلا يفرق مع أولئك المغتصبين القرار الحازمة التي يحاول ضباط السجن تنفيذها عليهم.
ليكون السجن صورة حية بهيئته وجرائمه لواحدة من أفقر الدول في أمريكا الجنوبية.