أبدى خامنئي اليوم إقراره بوقوعه ووقوع إيران في فخ الاتفاق النووي الذي أبرمه مع أمريكا حيث قال في كلمة له خلال إحياءه لإحدى المناسبات ” من المعلوم أن هناك إشكالية حينما نخوض المحادثات وندونها على الورق، ثم لا يلغى الحظر ولا تمضي التجارة قدماً, وفي المفاوضات ينبغي أن نكون أقوياء بحيث لا ننخدع، وإذا ذهبت الحكومة وراء التقنية والمفاوضات دون امتلاك قوة الردع فعليها أن تنسحب أمام تهديد أي بلد صغير “…
وهذا إقرار منه بأنه وقع في فخ الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع أمريكا, والذي بموجبه جردت إيران من قواها النووية التي كانت تهدد بها العالم وبالتحديد المنطقة العربية والخليج العربي وهذا ما دفع خامنئي الى التهديد باستخدام الصواريخ !!! في إشارة منه إلى الصواريخ البالستية التي يعول عليها الآن النظام الإيراني كبديل عن الترسانة النووية, حيث قال ” إن إيران يجب أن تستعمل كل الأدوات، وأؤيد الحوار على المستوى الدولي، لكن اليوم هو عهد الصواريخ ثم الحوار , ومن يتحدث عن المستقبل بأنه غد المفاوضات وليس غد الصواريخ فإن ذلك يشكل خيانة إذا كان عن دراية”.
أي إن خامنئي لا يدعو للتفاوض مع جهة أو دولة وإنما فقط يؤيد التفاوض على المستوى الدولي أي المنظمات الدولية كمنظمة الأمم المتحدة, ويفضل استخدام الصواريخ ولغة السلاح على التفاوض وهذا من المضحك لأنه كان من الداعمين للتفاوض مع أمريكا ف مسألة الاتفاق النووي.
كما إن تصريح خامنئي هذا يكشف عن تصدع واضح بين حكومة إيران أي بين روحاني وبين خامنئي, لان يوم أمس روحاني طلب من وزير خارجيته معرفة إمكانية تجديد وفتح العلاقات مع السعودية عقب تصريح الجبير وزير الخارجية السعودي والذي بين فيه إمكانية ترميم العلاقة الدبلوماسية مع إيران في حال كفت عن دعم الإرهاب في العراق وسوريا وأوقفت دعمها للمنظمات الإرهابية في المنطقة العربية وتوقفت عن تهديد دول الخليج, ويبدو إن كلام خامنئي هذا بالأساس هو موجه إلى روحاني, كما إن خطابه يحمل في طياته فضح لحقيقة إيران حيث بين خامنئي إمكانية انهيار إيران في حال اشتبكت مع أي دولة وإن كانت صغيره وهذا بقوله ” وإذا ذهبت الحكومة وراء التقنية والمفاوضات دون امتلاك قوة الردع فعليها أن تنسحب أمام تهديد أي بلد صغير “.
وهذا يستلزم من الدولة العربية وبالتحديد دول الخليج وعلى رأسها المملكة السعودية التحرك بخطى أسرع وبأكثر جدية في ردع التمدد الفارسي في المنطقة, لأن هذا إقرار من خامنئي بوجود تصدع داخل الأروقة السياسية الإيرانية هذا من جهة ومن جهة أخرى يحمل هذا التصريح تهديد واضح وصريح لدول الخليج وذلك بإستخدام عبارة ” عهد الصواريخ ” وهذه فرصة يجب على الدول العربية استغلالها لقلب الطاولة على إيران, وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في استفتاء “أضاعوا العراق… تغيّرتْ موازين القوى… داهَمَهم الخطر!!!” والذي قال فيه …
{{… أولًا ــ لقد أضاعت دول الخليج والمنطقة الفرص الكثيرة الممكنة لدفع المخاطر عن دولهم وأنظمتهم وبأقل الخسائر والأثمان من خلال نصرة العراق وشعبه المظلوم!!! لكن مع الأسف لم يجدْ العراق مَن يعينُه، بل كانت ولازالتْ الدول واقفة وسائرة مع مشاريع تمزيق وتدمير العراق وداعمة لسرّاقه وأعدائه في الداخل والخارج، من حيث تعلم أو لا تعلم!!!.
ثانيًا ــ هنا يقال: هل يمكن تدارك ما فات؟!! وهل يمكن تصحيح المسار؟!! وهل تقدر وتتحمّل الدول الدخول في المواجهة والدفاع عن وجودها الآن وبأثمان مضاعفة عما كانت عليه فيما لو اختارت المواجهة سابقًا وقبل الاتفاق النووي؟!! فالدول الآن في وضع خطير لا تُحسَد عليه!!! فبعد الاتفاق النووي اكتسبت إيران قوةً وزخمًا وانفلاتًا تجاه تلك الدول!! وصار نظر إيران شاخصًا إليها ومركَّزًا عليها!! فهل ستختار الدول المواجهة؟!! وهل هي قادرة عليها والصمود فيها إلى الآخِر؟!!.
ثالثًا ــ إنّ الوقائع والأحداث والفرص تتغيّر بتغير الظروف وموازين القوى المرتبطة والمؤثرة فيها، وفوات الفرصة غصّة، ونذكر هنا:
1 ـ بعد التدخّل الروسي في سوريا اختلفت التوازنات كثيرًا، وامتدّ تأثير التدخّل إلى العراق!!!
2 ـ الأمور بمجملها تغيّرت سلبًا وإيجابًا بعد أزمة النفط وانخفاض أسعاره!!!
3 ـ المؤكَّد جدًا أنً إيران بعد الاتفاق النووي اختلفتْ كثيرًا عما كانت عليه، وقضيتها نسبيّة، فبلحاظ أميركا وكذا دول أوربا فإنّ إيران في موقف أضعف لفقدانها عنصر القوة والرعب النووي، مع ملاحظة أنّ رفع الحظر النفطي والاقتصادي عن إيران قد أدخَل العامل الاقتصادي كعنصر ممكن التأثير في تحديد العلاقات!! وأما بلحاظ الخليج والمنطقة فالمسألة مختلفة وكما بينّا سابقًا!!!…}}.
وهذه فرصة سانحة وجديدة يمكن لدول الخليج أن تستغلها في قلب الأمور على إيران, خصوصاً وإن خامنئي الآن أصبح المتهم الثاني بعد ابن لادن في تفجيرات 11 سبتمبر, وكذلك استخدامه لغة التهديد باستخدام الصواريخ البالستية ضد دول المنطقة وهذا ما سيثير الرأي الدولي العالمي ويعد انتهاك واضح للإتفاق النووي, الأمر الذي يعطي الدول العربية وبالتحديد الخليجية الغطاء القانوني في وقوفها بوجه إيران وتمددها بل حتى في توجيه ضربة موجعة لها في عقر دارها خصوصاً وإن خامنئي ألمح إلى إمكانية انهيار إيران أمام أي دولة صغيرة تلك الحقيقة التي قالها المرجع العراقي الصرخي قبل أكثر من سنة بأن ” إيران ستنهار أسرع من انهيار الموصل في حال حصلت أي مواجهة معها” و لذلك على العرب أن يستغلوا تلك الفرصة, فضياع الفرصة غصة.