باتت مأساة أهالي الفلوجة إحدى مدن محافظة الانبار العراقية لا تختلف كثيراً عن مأساة المدن السورية المحاصرة من قبل قوات بشار الأسد والمليشيات الإيرانية, حيث اتبعت المليشيات الإيرانية والأنظمة الحاكمة في العراق وسوريا سياسة التجويع لأبناء هذه المدن, فصاروا بين سندان الموت جوعاً ومطرقة القصف العشوائي من قبل تنظيم داعش وتلك المليشيات, وهم الآن بين خيارين الإحتماء بتنظيم داعش فيصبحون إرهابيين أو النزوح إلى مخيمات اللجوء – إن تمكنوا – ليموتوا جوعاً, وكلا الخيارين يعني لهم الموت والذلة وفقدان الكرامة, لكن الإختلاف الوحيد بين ما يحدث في سوريا وبين ما يحدث في العراق هو أن المدن السورية المحاصرة تم تسليط الإعلام عليها العالمي والعربي حتى أصبح هناك تحرك دولي كبير على المدن السورية وفرضت هدنة ووقف إطلاق نار وإدخال مساعدات غذائية وطبية وإنسانية للمدن السورية على الرغم من هذا التحرك بطيء لكن يبقى هو تحرك واهتمام بالمدن السورية المحاصرة من قبل نظام الأسد والمليشيات الإيرانية.
أما ما يحصل في العراق وبالتحديد في مدينة الفلوجة من حصار غذائي وطبي والذي أودى بحياة الكثير من النساء والأطفال, بل إن العديد منهم أهالي الفلوجة فضل الإنتحار مع أطفاله بسبب الجوع بعدما أغلقت كل الأبواب بوجههم ومع كل المناشدات التي أطلقها أبناء هذه المدينة المنكوبة والمحاصرة من قبل المليشيات الإيرانية والحكومة الموالية لإيران, نجد هناك صمت إعلامي وعالمي وعربي رهيب وغياب دور منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان وكأن الجميع اتفق على إبادة أبناء هذه المدينة خصوصاً ومحافظة الأنبار عموماً, وهنا نسأل المجتمع الدولي والعربي وبالتحديد دول الخليج وبشكل أكثر تحديداً المملكة العربية السعودية لأنها هي من شكلت التحالف الإسلامي الذي أسس وكما يزعمون من اجل محاربة الإرهاب في الدول العربية ونصرة المظلومين من الشعوب العربية في سوريا والعراق, نسأل لماذا هذا الصمت ؟ أين تحالفكم عن أبناء الفلوجة ؟ أليس ما يتعرضون له من قبل تلك المليشيات الإيرانية من تجويع وقتل وإبادة ويشاركهم بذلك تنظيم داعش هو عملاً إرهابياً؟! أليس أبناء الفلوجة مظلومين ويحتاجون لنصرتكم بعدما أصرت السلطات العراقية على إبادتهم كما يفعل نظام الأسد في الشعب السوري ؟! هل تنتظرون أن تصبح كل محافظات العراق كالفلوجة ؟ تداركوا الأمر واستغلوا الفرصة في مساعدة العراق وشعبه لأن خطر التمدد الفارسي ومليشياته إن نجح في الفلوجة سيتخطى الحدود وسيصل خطره لمدنكم.
فأنتم الآن بصمتكم وسكوتكم عن هذه المجازر التي تحصل في العراق وفي المدن العراقية خصوصاً في ديالى وصلاح الدين والأنبار هو مشاركة ومساهمة في قتل أبناء العراق, وهذا يعني إنكم تدعمون السلطة الموالية لإيران وتساهمون في تمزيق العراق وقتل شعبه كما يقول المرجع العراقي الصرخي في استفتاء ” أضاعوا العراق… تغيّرتْ موازين القوى… داهَمَهم الخطر!!!” …
{{…أولًا ــ لقد أضاعت دول الخليج والمنطقة الفرص الكثيرة الممكنة لدفع المخاطر عن دولهم وأنظمتهم وبأقل الخسائر والأثمان من خلال نصرة العراق وشعبه المظلوم!!! لكن مع الأسف لم يجدْ العراق مَن يعينُه، بل كانت ولازالتْ الدول واقفة وسائرة مع مشاريع تمزيق وتدمير العراق وداعمة لسرّاقه وأعدائه في الداخل والخارج، من حيث تعلم أو لا تعلم!!! …}}.
فهل تقبلون بأن تكونوا شركاء إيران ومليشياتها في إبادة شعب عربي بأكمله ؟ فإغتنموا الفرصة لتدافعوا بها عن دولكم وشعبوكم بدفاعكم عن العراق وشعبه لان العراق هو البوابة التي استغلتها إيران لتدخل منها إلى العالم العربي, واجعلوا لتحالفكم الإسلامي تحركاً واقعياً على أرض الواقع ولا تجعلوه فقط استعراض قوة دون أن يحقق هدفه الذي أسس من أجله, فالفلوجة والمدن العراقية المنكوبة تستصرخ بكل نخوة وغيرة عربية إسلامية بعدما تخلى عنها أبناء وطنها ممن قبل الأيادي الفارسية ورضي بالتبعية والولاء لإيران ومليشياتها.