هل سمع القارئ باسم فيكي كيربي؟ هي بريطانية تعارض إسرائيل، ونشطة في قيادات حزب العمال.
كيربي أوقفت عن عملها مع حزب العمال سنة 2014 بسبب تغريدات لها ضد إسرائيل واليهود، غير أنها عادت إلى العمل وانتُخِبَت نائباً لرئيس مجموعة الحزب في بلدة ووكنغ. والآن أقرأ أنها أوقِفَت من جديد للتحقيق في تغريداتها.
هذه التغريدات تعود إلى سنة 2014، أو قبلها، ما يعني أن كيربي عوقبت عليها. لم أقرأ في ما جمعتُ من أخبار عن تغريدات جديدة يمكن أن توصف بأنها لا ساميّة.
كان يجب أن تدين فيكي كيربي حكومة إسرائيل، فهي إرهابية تقتل الفلسطينيين، لا أن تهاجم الإسرائيليين أو اليهود، فبين هؤلاء طلاب سلام يدافعون عن الفلسطينيين كل يوم، وبعضهم دفع الثمن بخسارة عمله وعزله عن مجتمعه.
بكلام آخر، كيربي أخطأت وعوقبت وعادت إلى العمل، والآن تُعاقب من جديد، مع أن القانون يمنع أن يُحاكم إنسان على الخطأ، أو الجريمة نفسها، مرتين.
أسوأ مما سبق موقف نائب عمالي أسود اسمه تشوكا أومونّا، كلفه رئيس الحزب جيريمي كوربن التحقيق في أسباب ابتعاد الأقليات عن تأييد حزب العمال في الانتخابات. أومونّا هذا هاجم كن لفنغستون، رئيس بلدية لندن السابق، لأنه وصف مراسل جريدة يهودية بأنه يشبه حارساً في معسكر اعتقال نازي.
هذا الكلام ليس فيه لا ساميّة وهو موجه ضد رجل واحد، إلا أن الأهم من ذلك أن لفنغستون قاله سنة 2005 وقرر أومونّا استعماله اليوم، وهو يشير إلى «لا ساميّة» في أطراف اليسار ويختار لفنغستون كشخص أساء إلى الشعب اليهودي.
ربما كان كوربن آخر مَنْ يتَّهَم بالسكوت على اللاساميّة، وهو وقف موقفاً معلناً قوياً ضد الإهانات العنصرية إلى وزيرة الظل للصحة العقلية لوسيانا بيرغر، بعد أن حضرت مؤتمراً ضد اللاساميّة وتلقت سيلاً من الرسائل تهاجم دينها وتتضمن إهانات عنصرية. مع ذلك اللورد ليفي يهدد كوربن بالانسحاب من حزب العمال. أقول له: انسحب.
كل يوم هناك حوادث ضد طلاب يهود في جامعات بريطانية، ووسط هذا الجدل كله لا أحد يقول أن جرائم حكومة إسرائيل ضد الفلسطينيين مسؤولة قبل أي طرف آخر عن اللاساميّة المستجدة. رئيس نادي العمال في جامعة أكسفورد آليكس تشالمرز استقال احتجاجاً على موقف بعض أعضاء النادي وطلاب يساريين في الجامعة ضد اليهود.
أقول عن نفسي أن الموقف ضد اليهود أو الإسرائيليين جميعاً خطأ، وكان يجب على فيكي كيربي والطلاب حصر حملاتهم بحكومة إسرائيل، فهي مجبولة بالإرهاب وتضم مجرمي حرب متطرفين لا يريدون السلام.
مرة أخرى، أتهم حكومة إسرائيل وأنصارها بالمسؤولية عن عودة اللاساميّة، وعندي مَثَل بسيط فجامعة ولاية كاليفورنيا في سان فرانسيسكو عقدت تحالفاً مع جامعة النجاح الفلسطينية، وكان أن موقعاً ليكودياً حقيراً بدأ معارضته بالحديث عن فلسطينية حاولت طعن جنود إسرائيليين وقُتِلت. هذه بذاءة لا يقدر عليها إلا أنصار حكومة إرهابية محتلة، فقد قتلت هذه الحكومة ألوف الفلسطينيين، وهي تقتل الآن واحداً أو اثنين يوماً بعد يوم، ثم يعترض نصير للإرهاب على تحالف جامعي.
حكومة إسرائيل تستحق الإدانة، ولكن ليس اليهود أو الإسرائيليين جميعاً.