منتدى الاتصال بالشارقة يستعرض (دور المرأة المجتمعي)
أكدت هيلين كلارك مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أهمية تمكين المرأة وتعليمها لتكون قادرة على صناعة أجيال متعلمة ومثقفة مما يساهم في تحقيق أهداف الألفية الجديدة.
وقالت كلارك أنه لا يمكن مكافحة الفقر والأمية والجوع والأمراض إذا لم يتم تمكين المرأة للحصول على حقوق متساوية مع الرجل في التعليم.
جاء ذلك ضمن جلسة بعنوان (دور المرأة المجتمعي)، خلال فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة شارك فيها تينا براون المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “تينا براون لايف الإعلامية” ومؤسسة ملتقى “نساء في العالم” والدكتورة سكينة يعقوبي مؤسسة المعهد الأفغاني للتعليم ولورنس إي تشيكرينغ مؤسس ورئيس جمعية “جلوبالي أديوكيت جيرلز” وهيلين كلارك مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وأضافت كلارك أن أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية مرهونة إلى حد كبير بخطط الحكومات في تمكين المرأة. ونحن من خلال مراكزنا القيادية نوفر ورش عمل عديدة لتدريب الشابات على القيادة. كما نريد أن نكون قدوة لجيل جديد من الفتيات اللواتي يتطلعن الى إحداث تغيير داخل مجتمعاتهن.
وأضافت: لا زالت المرأة في القطاع الزراعي محرومة من حقوق كثيرة وعلى رأسها الحصول على التمويل لاستصلاح أرضها أو لتأمين المعدات والأسمدة الضرورية لاستدامة مشروعها. لا أعتقد أن المرأة تبحث عن الأعمال الخيرية لتتمكن من تحقيق ما تريد، بل إنها بحاجة قصوى إلى فرص متساوية. إنها مسؤولية الحكومات في تخصيص ميزانيات لتعليم الفتيات وسن القوانين المناسبة التي تلغي التمييز ضد النساء، لكن المسألة بنظري هي مسألة ذهنيات قبل أن تكون قضية ميزانيات.
من جانبها أثنت تينا براون خلال الجلسة الحوارية على مبادرة القافلة الوردية في الشارقة التي تمثل دليلًا على كرم صاحب السمو حاكم الشارقة ودعمه الدائم للمرأة وللأجيال المقبلة من الشابات مشددة على أن هذه التجربة يجب أن تعمم في الولايات المتحدة الأميركية حيث تعاني المرأة من مشاكل كثيرة تتعلق بالرعاية الصحية فضلًا عن تنامي الأمراض السرطانية.
وأشارت تينا براون إلى تجربة الفتاة الباكستانية ملالا التي أثبتت أن المرأة المثقفة لا يقف أمامها أي عائق وأنها مصدر قلق للفكر المتخلف والتدميري.
وأضافت براون: “نساء كثيرات يناضلن ويقاومن في سبيل قضايا المرأة وحصولها على حقوق متساوية مع الرجل.
وأضافت أن الكثير من النساء لا يسمع بهن العالم ويحتجن إلى منبر لإيصال صوتهن ومشاركة تجاربهن. من هنا جاءت فكرة المؤتمر العالمي للمرأة الذي أصبح يكشف عامًا بعد عام تجارب نساء الدول الفقيرة والمجتمعات القبلية لأن قصصهن يجب أن تصبح مصدر إلهام لكل نساء العالم أولًا من أجل مناصرة قضيتهن المحقة وتاليًا من أجل إحداث التأثير في العالم وتحقيق التغيير بالنسبة للسياسات الحكومية والقوانين والتشريعات”.
من جهتها تحدثت الدكتورة سكينة يعقوبي عن تجربة بلادها وما تعانية الفتيات من ظلم وقهر وتخبط بسبب الحروب المتعاقبة جعلت كل امرأة في أفغانستان تخسر كل ما تملك ولا يحق لها أن تتعلم.
وسألت يعقوبي: كيف يمكننا الحديث عن المواطنة في بلد لا تعليم فيه؟ أليس التعليم هو الطريق الصحيح لتدرك المرأة معنى المواطنة والقيادة؟ إن النظام التعليمي يجب أن يتناسب مع احتياجات كل بيئة وكل مجتمع، لذا يأتي تعليم الفتيات في أولوية اهتماماتنا لأن العلم والتفكير النقدي وثقافة الشك واليقين تؤهل المرأة لاكتساب الثقة بالنفس والقدرة على المقاومة للدفاع عن حقوقها والحفاظ على كرامتها والمساهمة في الارتقاء بمجتمعها”.
من جهته، أكد لورنس إي تشيكرينغ على أن مقاربة قضايا المرأة تختلف بشكل كبير في المجتمعات المتقدمة عن مسألة تمكين الفتيات في المجتمعات القبلية. وقد أثبتت تجربتنا أن الحل يكمن في تمكين الفتيات وتوفير التعليم لهن لكن ذلك يحتاج إلى اهتمام على نطاق واسع خاصة من ناحية التمويل كما يحتاج الى الصبر والمثابرة.
وأضاف: انا مؤمن تماما أن المرأة عنصر أساسي في عملية التنمية ومساهمتها في مسيرة النمو والتطور قد تفوق أهمية مهمة الرجل. والأجيال المتعاقبة التي نراهن عليها في المستقبل تحتاج إلى أمهات متعلمات لنطمئن بأن المستقبل في أيد أمينة.