نون لايت

مؤسسات الدولة في حال الأزمات والكوارث

ناقشت أولى جلسات اليوم الثاني من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي والتي حملت عنوان “الكوارث الطبيعية والإنسانية. من إدارة الأزمات إلى التواصل الاستراتيجي”، دور استراتيجيات الاتصال الحكومي في أوقات الأزمات الإنسانية والكوراث الطبيعية، وحددت الكيفية التي تتعاطى بها وحدات الاتصال الحكومي مع نتائج وتداعيات الكوارث وآثارها المادية والمعنوية على الجمهور، ومدى فاعلية هذه الوحدات من عدمها، والجدوى منها، ومدى مصداقيتها المستقبلية وكذلك فاعليتها في التأثير لدى المتلقين.
وفي حديثه حول كيفية التعامل مع الكوارث الطبيعية والإنسانية، قال برنار كوشنيرمؤسسورئيسمنظمةأطباءبلاحدودومنظمةأطباءالعالم: لا يمكن أن يقوم عمل إنساني ناجح ما لم يكن هناك تواصل وتفاعل بين المنظمات الحكومية والمنظمات غير الحكومية من جهة وبينهما وبين الجمهور من جهة أخرى.
واضاف: برزت أهمية الإعلام في إبراز القضايا الإنسانية الملحّة مؤخرًا، فحتى فترة قريبة كنّا نشكو من وسائل الإعلام أنها لا توفر التغطية الكافية للكوارث الإنسانية والأزمات التي يقع
ضحيتها الأبرياء، وأزمات اللاجئين وغيرها، إلى أن ظهرت صورة جثة الطفل السوري الغارق على الشاطئ، والتي حركت مشاعر الملايين حول العالم وبدأ الإعلام يتحرك شيئًا فشيئًا نحو قضايا اللاجئين.
وأضاف: إلا أنه ومع الأسف، فإن بعض الدول لا تزال تبدي تخوفات لا صحة لها من استقبال اللاجئين، مما أدى إلى تراجع أهمية القضايا الإنسانية كاللاجئين وغيرها. إن الجهود المبذولة غير كافية لمعالجة مثل هذه المشاكل الإنسانية الكبرى، فإعطاء الموضوع بعدًا سياسيًا أدى إلى تراجع فعالية الجهود المبذولة في هذا المجال.
وأكّد كوشنير أن معاهدة جنيف تكفل للجميع اللجوء إلى الدول الآمنة إن كان هناك تهديد على حياتهم إن عادوا إلى بلدناهم.
من جانبه، قال سيمبسون محرر الشئون الدولية بقناة بي بي سي: ما من شك أن أحدأهداف الإعلام هو إخبار المواطنين بما يدور حولهم في مختلف الدول، لكن الإعلام اليوم يحاول أن يدفع بالحكومات للاستجابة إلى التقارير التي يقوم بنشرها، ولا أعتقد أنه يجب على الأعلام أن يقومبدفع الحكومات لاعتماد سياسات معينة، وإنما لابد للإعلام أن يضع الأسباب الحقيقية وراء اللجوء، وأن يقوم بطرح السؤال حول كيفية التعامل مع هذه الأسباب.
وأضاف: لابد من التمييز بين اللاجئين، فمنهم من يغادر بلده في سبيل الوصول إلى مكان يأمن فيه على عائلته ونفسه، ومنهم من يحاول الهرب من وضع اقتصادي مزر سعيًا لتحسين حياته وتحقيق طموحه.
بينما أكد ديفيد مليباندالرئيسوالرئيسالتنفيذيللجنةالإنقاذالدولية، ووزيرخارجيةالمملكةالمتحدة على أهمية المعلومات في تفعيل دور العمل الإنساني والإغاثي عند الكوارث، وقال: بالنسبة للمنظمات الإنسانية، فإن السلعة الأثمن هي المعلومات الموثوقة، ولكن اليوم يصعب علينا الحصول على هذه المعلومات بسبب الوضع الحساس في بعض مناطق الأزمات، إلا أن تطور وسائل التواصل جعل الوصول أفضل إلى بعض التفاصيل التي تهم عملنا الإنساني وتقودنا إلى أن نكون واثقين من النتائج الإيجابية لعملنا.
وأضاف: وللمعلومات أهمية كبرى بالنسبة للحكومات كذلك، فإن ايصال المعلومات حول الأزمات والكوارث الطبيعية إلى الجمهور يكسب الحكومات مصداقية عالية مما يعزز من ثقة المواطنين في جدوى مساعيها للمساعدة على تخطي الأزمة.
وتحدثفهدعبدالرحمنبنسلطان حول جهود دولة الإمارات في المجال الإنساني خلال الكوارث والأزمات وقال: إن دولة الإمارات سباقة في العمل الإنساني، وإنتوجيهات القيادة الرشيدة تحث على دعم ومساندة كل من يحتاج لها، ولذا فنحن نعمل مع المؤسسات المحلية والعالمية في هذا المجال ونقوم بالتنسيق معهم للإرتقاء بالعمل الإنساني من خلال تدريب الكوادر والوصول إلى مستوى عال من الجهوزية للتعامل مع كافة أنواع الكوارث الإنسانية والطبيعية.
وحول أهمية الاتصال الحكومي في العمل الإنساني، قال: من خلال خبرتنا، فإن عمل الهلال الأحمر الإماراتي يعتمد بشكل كبير على بعض وسائل الإعلام المحلي الرسمية والخاصة والمستقلة لتضع يدها على أماكن الأزمة والمناطق المنكوبة والتوجه لها لتوفير الدعم الإنساني المطلوب. ومن جانب آخر، نحن ننتظر من المؤسسات الإعلامية المحلية والعالمية أن تقوم بتسجيل وتدوين عمل المنظمات الإنسانية محلية كانت أم دولية من أجل نشر الوعي بجدوى هذا العمل، مشيرا إلى أهمية تغطية فترات ما بعد الكوارث، حيث يتم تجاهل هذا البعد كليًا من قِبل وسائل الإعلام”.
وأتفق حضور الجلسة على أن الانطباع الذي يتشكل لدى الجمهور حول جهوزية الدولة ومؤسساتها كافة، والإعلامية منها بشكل خاص، يدوم لوقت أطول بكثير من تداعيات الكارثة المادية، إذ قد تنتهي الآثار المادية للكارثة بعد مدة زمنية معينة، لكن الآثار المعنوية التي تتحول إلى رأي وانطباع لدى الجمهور حول قدرات مؤسسات الدولة الاتصالية، تستمر وقتا طويلًا وترسم العلاقة المستقبلية بين الحكومات وجمهورها. وتمثل الأزمات والكوارث اختبارًا صعبًا للمؤسسات الحكومية بمجملها ولتلك المختصة بالاتصال الحكومي على وجه الخصوص.
وعلّق ميليباند بقوله: يلعب الاتصال الحكومي دورًا أساسيًا في كافة مراحل الإغاثة والعمل الإنساني أثناء الكوراث، ففي بداية وقوع الحدث يقع على عاتق الاتصال الحكومي إعادة الثقة للمواطنين في المؤسسات الحكومية المختلفة، أما في فترة ما بعد الحدث فيعمل الاتصال الحكومي على توعية الجمهور حول أهمية تنظيم الاستجابة لأساليب الحماية من أثار وتداعيات الكوارث.
وأضاف: “عند وقوع كارثة، تكون المنظمات الأهلية وغير الحكومية في الصفوف الأولى من الذين يقدمون يد المساعدة في تلك المناطق، ولذا على الحكومات أن توظف الاتصال الحكومي بشكل فعّال للتنسيق والعمل مع هذه المنظمات للوصول إلى أفضل النتائج في عمليات الإغاثة والعمل الإنساني بشكل عام”.
وفي الختام، أجاب ميليباند على سؤال: كيف يصبح العالم أفضل؟ بقوله: “لابد من نشر المعلومات بحرية وأن ندعم هذا التوجه، وأن نستخدم المعلومات كمورد مهم يساعدنا في تحقيق عالم أفضل، فالكوارث والمشاكل الإنسانية في عالمنا اليوم باتت تعبر الحدود الأمر الذي يجعل من المهم أن نتعاون دوليًا ونتكاتف جميعًا في معرفة الأسباب ووضع يدنا على الحلول والأساليب الناجحة في التعامل مع هذه الكوارث”.
هذا ويقام المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2016 تحت شعار “نحو مجتمعات ترتقي” في مركز إكسبو الشارقة في الفترة بين 20 و21 مارس الجاري، ويعد المنتدى الذي يقام سنويًا تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الأول من نوعه على مستوى المنطقة، ويستقطب كبار الشخصيات السياسية والإعلامية من قادة الفكر والرأي من جميع أنحاء العالم، ويساهم بشكل فعال في طرح معلومات متميزة في مجال الاتصال الحكومي لتصبح في متناول الباحثين لتزودهم بالمعرفة في مجال الإعلام بالمؤسسات الحكومية.

أخبار ذات صلة

Back to top button